يتسبب سرطان الرئة في عدد هائل من الوفيات، أكثر من أي نوع آخر من السرطان. فهل يكون اللقاح ضده سبيلا للوقوف في وجه حصد مزيد من الأرواح؟
إن تشخيص السرطان هي المرحلة التي تعتبر نقطة التحول الأعمق في حياة المصابين، وتبرز الدراسات الاستشرافية العلمية أن عدد حالات السرطان في جميع أنحاء العالم ستستمر في الزيادة بشكل حاد إلى غاية عام 2050، بنسبة ارتفاع قد تصل إلى 77 في المئة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
إن أبرز الأسباب التي تؤدي للإصابة بالسرطانات تتمثل في التدخين واستهلاك الكحول والسمنة وتلوث الهواء. وتشمل أنواع السرطان الأكثر شيوعا سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان الرئة. وهذا الأخير يأتي على عرش مسببات الوفاة المرتبطة بالسرطان.
وفي تقرير حول لقاح جديد ضد سرطان الرئة، أوضحت صحيفة “الغارديان” أن سرطان الرئة يتسبب في حوالي 1.8 مليون حالة وفاة كل عام. ومعدلات البقاء على قيد الحياة لدى المصابين بالمرض في مراحل متقدمة، ضعيفة بشكل كبير.
وتحدثت الغارديان عن انطلاق المرحلة الأولى من التجربة السريرية للقاح في 34 موقعًا بحثيًا في سبع دول: المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا والمجر وبولندا وإسبانيا وتركيا.
وتتلقى عينة من المرضى التطعيم ضد سرطان الرئة، باستخدام لقاح mRNA أو المسمى أيضا “BNT116” الذي تصنعه شركة BioNTech.
وتشارك في هذا المشروع المعاهد الألمانية كمعهد أبحاث السرطان السريرية (IKF) في فرانكفورت، ومستشفى جامعة هامبورغ-إيبندورف، والمركز الطبي الجامعي التابع لجامعة يوهانس غوتنبرغ في ماينز، ومستشفى جامعة كولونيا، حسب ما نقلته موقع “تاغس شاو” الألماني.
في العادة تتشكل الخلايا السرطانية بشكل مستمر في جسم الإنسان، يتعرف عليها الجهاز المناعي ويدمرها بشكل تلقائي. لكن عندما يفشل ذلك، تحدث الإصابة بالسرطان. وبالنسبة لمرضى سرطان الرئة، غالبًا ما يعود السرطان للظهور، حتى بعد الجراحة أو العلاج الإشعاعي. وهنا يأتي دور لقاح mRNA، الذي يستخدم بشكل وقائي كما في حالة كورونا مثلا.
وعلى النقيض من اللقاحات التقليدية، أفاد تقرير تاغس شاو أن هذا اللقاح يحتوي على مخطط لبروتينات محددة تعمل على تنشيط جهاز المناعة وتحفيز الاستجابة المناعية الوقائية، والشيء المميز فيه أنه يتم إنتاج لقاح فردي لكل مريض.
في نهاية أكتوبر 2023، أعلنت شركة Biontech عن نجاحات أولية في الاختبار السريري للقاح جديد لعلاج السرطان، وتعمل العديد من شركات الأدوية والجامعات والمؤسسات البحثية حول العالم على تطوير لقاحات سرطانات مختلفة. ومن بين هذه الشركات، شركة “Curevac” التي تحاول تطوير لقاحات mRNA ضد سرطان الجلد الأسود وأورام المخ. لكن يحتاج الأمر سنوات لتصبح لقاحات السرطان جاهزة في الأسواق. ومنها لقاح سرطان الرئة الذي تعمل عليه BioNTech، الذي يعتقد أنه قد يصبح جاهزا عام 2027.