يبدو ان الجزائر تعيش على وقع الاستنفار الصحي المسكوت عنه منذ البداية، عقب تسجيلها إصابات ووفيات نتيجة لداء الملاريا، قبل أن يقر أخيرا النظام الجزائري بتفشي “الملاريا” في مستعمرة أزواد، حيث أعلنت السلطات الصحية عن حالات إصابة متزايدة في المناطق الجنوبية للبلاد، التي تعرف ارتباطًا تاريخيًا بمستعمرة أزواد.
ويأتي هذا الإقرار بعد تفاقم الوضع الصحي في تلك المناطق، التي تعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية، ما أدى إلى انتشار الأمراض وتدهور الأوضاع بشكل مقلق.
وكشفت وكالة “رويترز” أن وزارة الصحة الجزائرية سجلت اليوم الجمعة حالات إصابات بالملاريا والدفتيريا في جنوب البلاد.
وأضاف نفس المصدر، أن وزارة الصحة قالت إن جميع الحالات المبلغ عنها هي لوافدين دخلوا بطريقة غير شرعية من دول مجاورة.
وتشهد الجزائر تفشي أمراض الملاريا والدفتيريا في مناطق مثل تيمياوين، تين زواتين، توندرت، برج باجي مختار، وعين قزام، مخلفًا عشرات الوفيات ومئات الإصابات وسط تعتيم إعلامي كبير وغياب تام للسلطات، التي لا تهمها صحة المواطنين في الجنوب الغني بالنفط والغاز.
وتعاني حاليًا المؤسسات الصحية المحلية، رغم قلتها وافتقادها للإمكانيات اللازمة، من الضغط الشديد جراء توافد عدد كبير من المصابين.
وفي هذا السياق، تساءلت أصوات جزائرية، ألا يستحق ما يحدث في جنوب البلاد اجتماعًا طارئًا للسلطات العليا، على غرار الاجتماع الذي عقد بقيادة عبد المجيد تبون لفرض التأشيرة على المغاربة؟ وأين هي أبواق نظام العسكر التي لا تهتم بتاتا لأحوال الجزائريين وتكتفي بنشر الخزعبلات؟!.