بهدف التصدي لمحاولات الهجرة غير النظامية نحو مدينة سبتة المحتلة، بدأت سلطات هذه الأخيرة بتثبيت نظام استشعار جديد يتميز بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل الكشف عن اقتراب الأشخاص من السياج خلال فترة زمنية معينة.
وتواصل الداخلية تقييم الأساليب الجديدة بشأن السياج الذي يفصل سبتة المحتلة عن التراب المغربي بمسافة أكثر من 8 كيلومترات من المحيط، حسب صحيفة “إل فارو دي سبتة”، التي لفتت إلى أنه تم صرف الملايين على الأنظمة التي عرفت فشلاً حقيقياً في السابق.
وذكرت الصحيفة ذاتها أن الهدف من النظام الجديد هو أن تُعرف أية حركة على الفور لدى السلطات المختصة لإخطار الدوريات فوراً، وتجنب المواقف مثل تلك التي تؤدي إلى ملاحظة قفزة من المهاجرين إلا عندما يتم عبور واحد منهم على الأقل السياج الحدودي.
وستتولى شركة أمريكية مهمة التحقق مما إذا كان النظام يعمل في السياج مع الحفاظ على نظام التحكم القديم، “وبالتالي التجديد الضروري لهذه الحساسات، ومنعها من التأثر بالرياح والأمطار والتأخير في الإشعار”.
ويتم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، ضمن المشروع الأمني الجديد للسياج، حيث سيساعد في الحصول على معلومات حول المقتربين من السياج، بحيث يتم معرفة ما إذا كانوا بشراً أو على سبيل المثال طيوراً أو أي نوع من الحيوانات.
وينتقل الأمر من الكشف عن المقترب إلى تفعيل كاميرا بواسطة رادار يصل مداه إلى 450 متراً، ومن شأن الكاميرات التركيز بشكل مباشر على النقطة التي يشير إليها الرادار.
كما سيعزز النظام الأمني المذكور مواقع أربعة أبراج مراقبة بطائرات بدون طيار من شأنها أن توفر صورة في لحظة وقوع الحادث، بالإضافة إلى وسائل تكنولوجية تركز وظائفها بشكل أساسي على التحذير، ومن شأنها توفير تكنولوجيا محدثة للسياج الذي تم تشييده في أواخر التسعينيات على تضاريس معقدة.
ويشهد ثغر المدينة المحتلة محاولات متواصلة لشباب مغاربة ومهاجرين من دول عربية وأفريقيا جنوب الصحراء من أجل العبور إلى سبتة، مغتنمين فرص تدهور الأحوال الجوية في المنطقة كما حدث قبل أسبوعين عندما ضاعت فتاة مغربية في بحر المتوسط قبل العثور عليها، وأيضاً دعوات الهروب الجماعي مثل ما حدث في 15 شتنبر المنصرم.
ويسعى الجانبان الإسباني والمغربي لإيجاد حلول من أجل الحد من هذه المحاولات، في الوقت الذي تعرف فيه إسبانيا جدلاً سياسياً وصل إلى البرلمان بشأن قوانين تهم التعامل مع هؤلاء المهاجرين قبل وبعد الوصول إلى مدن سبتة ومليلية وجزر الكناري.