بعد رفض الجزائر استقبال المرحلين … التوترات الجزائرية الفرنسية تتصاعد

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بعد مرور ثمانية أيام على المهلة التي حددها رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا بايرو، للجزائر لاستعادة رعاياها المرحلين، رفضت الجزائر بشكل قاطع هذا الإنذار وأعادت ثلاثة من مواطنيها إلى باريس على الطائرة نفسها التي وصلوا بها. خطوة تعكس تمسك الجزائر بمواقفها رغم التهديدات الفرنسية بنقض الاتفاقات الثنائية المتعلقة بتسيير الهجرة، في وقت يتصاعد فيه الخلاف بين البلدين.

تصريحات وزير الداخلية الفرنسي

في ختام زيارته الوزارية في أورليان، شدد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتاليو، على موقفه الصارم تجاه الجزائر، مؤكدًا أن الهجوم الذي وقع في مولوز في فبراير الماضي كان نتيجة مباشرة لعدم احترام الجزائر لالتزاماتها القانونية. الهجوم الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص أشعل موجة من الانتقادات ضد الجزائر وزاد من حدة التوتر بين البلدين. واعتبر ريتاليو أن هذا الهجوم كان بمثابة الشرارة التي فاقمت الأزمة القائمة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الثنائية بين باريس والجزائر في ظل هذا التصعيد المستمر.

الهجرة غير النظامية وقضية المرحلين

تعتبر قضية الهجرة غير النظامية أحد العوامل الأساسية التي فاقمت الأزمة بين الجزائر وفرنسا. فقد قررت وزارة الداخلية الفرنسية ترحيل العديد من الجزائريين المتواجدين في وضع غير قانوني، إلا أن الجزائر رفضت استقبالهم مرارًا وتكرارًا، مما دفع الحكومة الفرنسية إلى تهديد شركة الطيران الجزائرية بعقوبات. وكانت السلطات الجزائرية قد أعادت في إحدى الحالات مواطنًا جزائريًا إلى باريس بعد رفضها استقباله، رغم أنه كان قد قضى عقوبة سجن في فرنسا.

ومنذ يناير الماضي، بدأت فرنسا في ترحيل مهاجرين جزائريين غير شرعيين، لكن الجزائر واصلت رفض استقبالهم. وفي وقت لاحق، رفضت الجزائر استقبال “مؤثر” تم طرده من فرنسا بسبب تحريضه على قتل معارضين للنظام الجزائري، مما زاد من تعقيد الوضع.

حقوق الإنسان والتوترات المتزايدة

لم تقتصر الأزمة على الهجرة فقط، بل امتدت لتشمل قضايا حقوق الإنسان. فقد أشار ريتاليو إلى قضية الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، الذي تم توقيفه في الجزائر في نوفمبر الماضي رغم معاناته من السرطان، دون أن يقدم له العلاج الطبي المناسب. هذا التصريح أضاف بعدًا آخر للأزمة بين البلدين، في وقت يواجه فيه النظام الجزائري انتقادات دولية بشأن أوضاع حقوق الإنسان في البلاد.

المناورات العسكرية المشتركة مع المغرب

التوترات بين الجزائر وفرنسا لم تقتصر على الملفات الأمنية والسياسية فقط، بل امتدت إلى الملف العسكري. فقد قررت الجزائر استدعاء السفير الفرنسي للاحتجاج على المناورات العسكرية المشتركة المرتقبة بين فرنسا والمغرب في منطقة الراشيدية بالقرب من الحدود الجزائرية. الجزائر اعتبرت هذه المناورات “استفزازية”، محذرة من أن هذا التصرف سيزيد من حدة الأزمة ويؤدي إلى تصعيد العلاقات بين البلدين.

المستقبل المجهول للعلاقات الثنائية

في ظل هذه التوترات المتزايدة، بات مستقبل العلاقات بين الجزائر وفرنسا في مهب الريح. تصعيد مستمر من الجانبين يهدد بتعميق الخلافات، مما يضع ضغوطًا إضافية على الدبلوماسية بين البلدين. وعليه، يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح المحاولات لتخفيف التوترات أم أن العلاقات ستظل في دائرة التصعيد؟

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.