في يوم إفريقيا.. المغرب يكرّس الانتماء القاري ويجدد دعوته لتنمية تضامنية
تخليدًا لذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، التي أضحت لاحقًا الاتحاد الإفريقي، احتفى المغرب، يوم 25 ماي الجاري، بـ”يوم إفريقيا”، في سياق يؤكد فيه مجددًا التزامه العميق بقضايا القارة السمراء وتطلعات شعوبها نحو مستقبل مشترك قائم على التعاون والتكامل.
وبخلاف الطابع الرمزي الذي يطبع هذا اليوم في عدد من البلدان، حرص المغرب، كعادته، على جعله محطة دبلوماسية وتنموية لتجديد دعوته إلى تضامن إفريقي فعّال، وتنمية جماعية مندمجة، تعكس رؤية استراتيجية طالما عبّر عنها الملك محمد السادس في خطاباته، والتي ترتكز على شعار: “إفريقيا تثق في إفريقيا”.
وأكدت فعاليات اليوم الإفريقي، المنظمة بعدد من المدن المغربية، على مركزية القارة في السياسة الخارجية للمملكة، التي لم تعد تكتفي بالبعد التاريخي أو الثقافي للانتماء، بل تترجمه على أرض الواقع من خلال شراكات اقتصادية، ومشاريع تنموية كبرى، وتعاون في مجالات الأمن والصحة والطاقة والتعليم.
ويأتي تخليد هذه الذكرى في ظل تحديات متزايدة تعرفها القارة، من تقلبات مناخية، إلى أزمات سياسية واقتصادية، مما يجعل من التكامل الإقليمي والاعتماد المتبادل بين الدول الإفريقية خيارًا وجوديًا وليس فقط استراتيجيًا.
ويسجل المغرب حضوره القوي داخل القارة من خلال أزيد من ألف اتفاقية تعاون مع دول إفريقية، ومشاريع كبرى من قبيل خط أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، والذي من المنتظر أن يسهم في تحقيق أمن طاقي لبلدان غرب إفريقيا، وتعزيز التكامل الإقليمي.
وفي خضم النقاشات حول دور إفريقيا في العالم المتعدد الأقطاب، يجدد المغرب التأكيد على أن مستقبل القارة يبقى بيد أبنائها، وأن الشراكات العادلة والمنصفة هي السبيل إلى تمكين إفريقيا من لعب أدوارها كاملة في المحافل الدولية.