خطر “الخبز الحُلو”… أزمة صحية صامتة تهدد المغاربة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تثير قضية إضافة السكر، أو ما يعرف محليًا بـ”سنيدة”، والمشروبات الغازية إلى مادة الخبز في المغرب، قلقًا متزايدًا لدى العديد من المتابعين والخبراء، لما تشكله من تهديد مباشر للصحة العامة، لا سيما بالنسبة لمرضى السكري وأمراض القلب.

ففي الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو أنظمة غذائية صحية والحد من استهلاك السكر، يظل هذا المكون “الخفي” حاضرًا في مادة أساسية على الموائد المغربية، دون علم المستهلك الذي يُعد المتضرر الأول والأخير.

و يُعدّ إخفاء هذا المكون عن المستهلك المغربي أمرًا غير مقبول، حيث يُعرّض صحته لمخاطر جمة.

ورغم أن الموضوع ليس بجديد، فقد سبق للجامعة المغربية لحماية المستهلك أن أعدت تقريرًا مفصلاً حوله منذ عام 2016، إلا أنه لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة لوضع حد لهذه الممارسات.

تضارب الرؤى بين المهنيين وجمعيات حماية المستهلك

في هذا السياق، يؤكد الحسين الزاز، الرئيس المنتدب للجامعة الوطنية للمخابز والحلويات، أن استعمال السكر في صناعة الخبز لم يعد معمولاً به في القطاع المنظم، مرجعًا ذلك إلى التحسن المستمر في جودة الدقيق ووعي المهنيين بأهمية مواكبة التوصيات الغذائية الحديثة.

ويشير الزاز إلى أن هذا المكون لا يزال موجودًا فقط في بعض المخابز غير المهيكلة “العشوائية” التي لا تحترم المعايير المهنية والصحية، مؤكدًا على التزام القطاع المنظم بالمراقبة الذاتية والتحسيس كركيزة أساسية لضمان جودة المنتج وسلامة المستهلك.

لكن هذه التطمينات لا تُخفي القلق العميق لدى جمعيات حماية المستهلك. فمن جانبه، يكشف بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، عن استمرار إصرار بعض أصحاب المخابز على إضافة السكر، محذرًا من تبعات ذلك على صحة المغاربة. ويُقدر الخراطي معدل السكر المستخدم في الخبز بما يعادل كيلوغرامًا واحدًا من السكر لكل 50 كيلوغرامًا من الدقيق، مما يعني أن كل خبزة تزن 180 جرامًا تحتوي على 3.6 جرامات من السكر، ليبلغ إجمالي استهلاك الفرد من السكر عبر الخبز فقط 4.6 كيلوغرام سنويًا.

لماذا يُضاف السكر؟ دوافع اقتصادية ومغالطات بصرية

يكشف الخراطي عن دافعين رئيسيين وراء إضافة السكر: أولهما اقتصادي، حيث يُستبدل السكر بـ”جلوكوز الذرة” الأكثر تكلفة. وثانيهما، تجميلي، حيث يُعتقد أن السكر يمنح الخبز لونًا بنيًا يوحي بأنه مطهي بشكل جيد، وهو ما يعتبره الخراطي “ضررًا جسيمًا للجهاز الهضمي ويخلق إشكالات على مستوى الهضم”.

دعوة للمسؤولية والشفافية:

تُحمل الجامعة المغربية لحماية المستهلك المخابز والأفران كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تعريض المستهلكين لمخاطر صحية.

وتطالب بضرورة إعلام المستهلك بوضوح حول ما إذا كان الخبز يحتوي على السكر أو لا، مع إشراك الأطر الطبية وشبه الطبية في توعية المرضى بهذا المكون. كما تدعو إلى تلبية طلبات المستهلكين الذين يفضلون الخبز بدون سكر وملح.

إن هذه القضية تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لضمان حق المستهلك في معرفة مكونات المنتوج المستهلك، وحماية صحته من المكونات الضارة غير المعلنة. ففي مجتمع يسعى نحو تعزيز الوعي الصحي، يبقى الخبز، كعنصر أساسي في الغذاء اليومي، في حاجة ماسة إلى مزيد من الشفافية والرقابة لضمان سلامته.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.