مراكش تحتفي بروح التراث… الدورة 54 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية تنطلق بشعار “التراث اللامادي في حركة”
في قلب المدينة الحمراء، وتحت أصداء تاريخها العريق، أعطى محمد الكنيدري، رئيس المهرجان الوطني للفنون الشعبية، انطلاقة العد العكسي للدورة الرابعة والخمسين من هذه التظاهرة الثقافية العريقة، خلال ندوة صحفية عقدت اليوم الإثنين بمراكش. وتعد هذه الدورة، التي تنظمها جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وبدعم من مختلف الهيئات المنتخبة المحلية، حدثاً استثنائياً ينظم من 3 إلى 7 يوليوز 2025، تحت شعار «التراث اللامادي في حركة».
أربعون سنة من الوفاء للتراث
في كلمته، أكد الكنيدري على البعد الرمزي لهذه الدورة، التي تتزامن مع الذكرى الأربعين لتأسيس جمعية الأطلس الكبير، منوهاً بالدور الحيوي الذي لعبته هذه الجمعية في حماية التراث الثقافي المغربي، ونقله للأجيال المتعاقبة بروح من الإبداع والتجديد. وأضاف أن شعار هذه الدورة يعكس دينامية التراث الشعبي، وقدرته على التفاعل مع العصر والانفتاح على الثقافات الأخرى دون أن يفقد أصالته.
حضور صيني وعروض عالمية
واحدة من أبرز محطات هذه الدورة، هي استضافة الصين كضيف شرف، في خطوة تعزز البعد الدولي للمهرجان، وتفتح الباب أمام جمهور مراكش لاكتشاف غنى الفنون التقليدية الصينية، ضمن سياق من التبادل الثقافي العابر للحدود. ومن المرتقب أن تقدم الفرق الصينية، إلى جانب نظيراتها المغربية والإفريقية، عروضاً فنية تسهم في إثراء المشهد الثقافي وتعميق الحوار الحضاري.
من قصر البديع إلى قلب الأحياء
وأوضح الكنيدري أن العروض الرسمية للمهرجان ستحتضنها فضاءات قصر البديع التاريخي، فيما ستحمل الساحات العمومية – كساحة مولاي الحسن، وساحة الكركرات بحي المسيرة، وساحة الفن السابع بمنطقة أكدال – إيقاعات التراث إلى قلب الحياة اليومية للمدينة، عبر عروض مفتوحة تحتفي بالحضور الشعبي وتمنح الزائرين تجربة ثقافية غامرة.
موكب افتتاحي و«ليلة النجوم»
من المنتظر أن يشهد يوم الافتتاح، الخميس 3 يوليوز، موكباً استعراضياً ضخماً بمشاركة أكثر من 60 فرقة فنية من مختلف ربوع المملكة، إلى جانب فرق أجنبية، ما يحول مراكش إلى مسرح حي نابض بالتنوع الثقافي. كما ستشهد الدورة عودة “ليلة النجوم”، التي تحييها الفنانة سعيدة شرف يوم 7 يوليوز، في أمسية تكريمية تمزج بين التراث المغربي الأصيل وأداء غنائي حديث يعكس صدى الأجيال.
مراكش… عاصمة الإبداع التراثي
وأكد رئيس المهرجان في ختام كلمته أن دورة 2025 تأتي تكريساً لمكانة مراكش كعاصمة للتراث الحي، ومنصة للحوار الفني والثقافي بين الحضارات، حيث يتحول الفن الشعبي إلى لغة جامعة تحتفي بالهوية المغربية، وتمنح للتراث اللامادي حياة جديدة في فضاءات معاصرة.