صرخة صامتة من دوار بني بونصر… فتاة في سن الزهور تحاول الانتـ حـ ار وسط غياب الدعم النفسي

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في مشهد يختزل أوجاعًا اجتماعية صامتة، أقدمت فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، صباح الإثنين 30 يونيو 2025، على محاولة إنهاء حياتها بتناول مادة سامة يُرجح أنها مبيد حشري، وذلك داخل منزل أسرتها الكائن بدوار بني بونصر، التابع لجماعة لمريجة بإقليم جرسيف.

المعنية بالأمر، والمعروفة بالحروف الأولى “ب.س”، وُلدت سنة 2007، وقد وُصفت حالتها بالحرجة لحظة وصولها إلى المستشفى الإقليمي، بعد أن ظهرت عليها علامات تسمم حاد استدعت تدخلاً طبياً مستعجلاً. وبفضل تدخل أفراد الأسرة في الوقت المناسب، تم نقلها على وجه السرعة لتلقي الإسعافات، حيث لا تزال تحت المراقبة الطبية.

ورغم شح المعطيات الرسمية حول ملابسات الحادث، فإن مؤشرات عدة توحي بوجود أزمة صامتة تعيشها الفتاة، ربما نفسية أو اجتماعية، وهو ما يعكس هشاشة الواقع الذي تعانيه فئة من شباب القرى، خصوصًا الفتيات، وسط غياب شبه تام لخدمات المواكبة النفسية والدعم الأسري في بيئة محافظة ومغلقة.

محاولة الانتحار هذه لا ينبغي النظر إليها كحالة فردية معزولة، بل كجرس إنذار قوي حول واقع صعب يعيشه العديد من المراهقين في المناطق النائية، حيث تختنق الأحلام في صمت، وتتحول الضغوط اليومية إلى حبال خفية تلف رقاب الضعفاء في غياب بدائل أو مساحات إنصات آمنة.

السلطات المحلية فتحت تحقيقًا في الواقعة، وسط دعوات من المجتمع المدني إلى تبني مقاربة اجتماعية أكثر شمولًا، تدمج خدمات الصحة النفسية في صلب المنظومة الصحية، وتُعزز حضور الأخصائيين في الوسط القروي، وتُعيد الاعتبار للتنشئة النفسية السليمة كحق أساسي لا يقل أهمية عن الحق في التعليم أو التطبيب.

فهل تتحول هذه الفاجعة إلى لحظة وعي جماعي بمخاطر الإهمال النفسي؟ أم سيُطوى الملف في صمت، كما تُطوى عشرات الحالات المشابهة التي لا تصل إلى العناوين؟

صورة المقال تعبيرية

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.