تاوريرت… مدينة بلا وجهة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تاوريرت اليوم ليست فقط مدينة متعبة من سنوات التهميش، بل مدينة تائهة بلا بوصلة، وكأنها أُخرجت من حسابات الدولة، أو أنها دخلت في عطلة مؤسساتية مفتوحة. فمنذ وصول العامل الحالي على رأس الإقليم، لم تُسجَّل أي ملامح لتحول حقيقي، لا في شكل التدبير، ولا في مضمونه، ولا حتى في مستوى التواصل مع المواطنين.

مدينة بأكملها ما زالت تنتظر إشارات، مشاريع، أو على الأقل مؤشرات تدل على أن هناك إرادة حقيقية لانتشالها من مستنقع الركود. لكن، للأسف، لا شيء يُطمئن. البنية التحتية منهكة، والملفات التنموية متوقفة، والساكنة تُعايش يوميًا واقعًا لا يُطاق من التهميش وغياب الخدمات، بينما المسؤولون يلتزمون صمتًا يُشبه التواطؤ.

الغريب أن هذا الجمود لم يأتِ نتيجة ظرف طارئ أو أزمة استثنائية، بل يُشبه سياسة أمر واقع تُدار بها المدينة: لا جديد، لا إصلاح، ولا حتى تفاعل مع مطالب الشارع المحلي الذي لم يعد يثق في الشعارات الجوفاء ولا في التحركات البروتوكولية التي لا تُفضي إلى شيء.

اليوم، تتصاعد دعوات ملحة من قلب الشارع التاوريرتي تطالب بإيفاد لجنة مركزية مستقلة للتحقيق في طريقة تفويت الأراضي، ومصير المشاريع التنموية الموعودة، وكذا ملفات البنية التحتية التي لم تتجاوز عتبة الورق. فالمدينة بحاجة إلى غربلة حقيقية، لكشف مكامن الخلل، ومحاسبة من حوّل الإقليم إلى ما يُشبه نقطة رمادية على الخريطة.

ما يجري في تاوريرت لم يعد يُحتمل، ولم يعد بالإمكان التعامل معه بمنطق التراخي والانتظار. لأن غياب الإرادة في مثل هذا السياق، هو خذلان مباشر للساكنة، وتفريط في حقها في التنمية والعيش الكريم.

تاوريرت لا تحتاج إلى من يُديرها عن بعد أو بمنطق التسيير الإداري البارد. بل إلى مسؤولين يُدركون أن المناصب تكليف لا تشريف، وأن صبر الناس ليس بلا حدود.

فمن سيكسر جدار الصمت؟ ومن يعيد لتاوريرت نبضها المفقود؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.