الزكاة.. رافعة حضارية بين البعد الروحي والتحديات الاقتصادية المعاصرة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في عالم يتخبط تحت وطأة أزمات اقتصادية واجتماعية متصاعدة، يكتسب التذكير الملكي بقيمة الزكاة بعدًا خاصًا، يتجاوز الإطار الديني إلى كونه رؤية حضارية عميقة. فالزكاة في جوهرها ليست مجرد عبادة فردية أو التزام شرعي، بل هي منظومة متكاملة تعكس البعد الروحي والأخلاقي، وتؤسس في الوقت نفسه لعدالة اجتماعية وتوازن اقتصادي مستدام.

على خلاف النماذج الحديثة للرعاية الاجتماعية التي تعتمد على الاقتطاعات الجبرية والتمويل العمومي لتوفير الدعم للفئات الهشة، فإن الزكاة تتفوق بارتكازها على البعد القيمي والإيماني الذي يجعل الالتزام بها نابعًا من الضمير الفردي، قبل أن يكون إجراءً قانونيًا. وهذا ما يضمن لها الاستمرارية والديمومة، ويمنحها قدرة على تحقيق التكافل بمرونة وفعالية أكبر.

إن استحضار هذه القيمة في خطاب ملكي هو بمثابة دعوة صريحة لإعادة التفكير في تفعيل الزكاة عبر آليات مؤسساتية حديثة وشفافة، تجعل منها صندوقًا اجتماعيًا عادلاً، يسهم في محاربة الفقر والهشاشة، ويواكب مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يطمح إليها المغرب.

فالزكاة ليست فقط أداة لتوزيع الثروة داخل المجتمع، بل مشروع إنساني جامع يمكن أن يؤسس لاقتصاد أكثر عدلاً وتضامنًا. ومن هنا تتجلى أهميتها اليوم، في سياق عالمي يبحث عن حلول جديدة لمعضلات الفقر والاختلالات الاجتماعية، حيث تقدم التجربة الإسلامية نموذجًا متجذرًا في القيم ومفتوحًا على المستقبل.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.