فضائح الحركات الانتقالية تثير غضب نساء ورجال التعليم بالمغرب
أعاد إعلان نتائج الحركات الانتقالية لموظفي التعليم بالمغرب فتح جدل واسع حول الشفافية وتكافؤ الفرص داخل القطاع التربوي، بعد أن رصدت النقابة الديمقراطية للتربية والتكوين (SDEF)، التابعة لفدرالية النقابات الديمقراطية، ما وصفته بـ”خروقات جسيمة” طالت مختلف مراحل العملية الانتقالية.
وأوضحت النقابة، في بيان صادر عقب اجتماع مكتبها الوطني، أن تقييمها شمل جميع مستويات الحركات الانتقالية، بدءاً من الوطنية، مروراً بالجهوية والمحلية، وصولاً إلى تعيين خريجي المراكز الجهوية للتربية والتكوين. وخلصت النقابة إلى وجود اختلالات مقلقة مسّت مبدأ الاستحقاق، حيث تحولت الحركية، المفترض أن تكون أداة لإنصاف الشغيلة التعليمية، إلى مصدر للاحتقان والتمييز.
من أبرز التجاوزات التي سجلتها النقابة، وفق البيان، إقصاء أساتذة ذوي أكثر من 12 سنة من الاستقرار في مناصبهم، رغم أحقيتهم بالأولوية في الالتحاق بالأزواج، فيما تم لاحقاً شغل هذه المناصب من قبل موظفين آخرين، ما أثار استياء واسعاً داخل المؤسسات التعليمية. كما لاحظت النقابة أن الإدارة امتنعت عن تمكين عدد من المعلمين من المناصب المستحقة لهم خلال الحركتين الوطنية والجهوية، قبل أن تُسند لاحقاً، في إطار الحركة المحلية، لموظفين أقل منهم استحقاقاً، كما هو الحال في مديرية القنيطرة.
كما سجلت النقابة ما وصفته بـ”التلاعب بتعيينات خريجي المراكز الجهوية”، حيث تم منحهم مناصب سبق أن طلبها أساتذة ذوي أحقية واضحة، فيما ظل بعضها شاغراً لفترة طويلة إلى أن صدرت مذكرة تدبير الفائض، كما حدث في مديرية سيدي قاسم. هذه الاختلالات، بحسب النقابة، تمثل سوء تدبير واضحاً وتلاعباً بالمعطيات، وتقوض الثقة بين نساء ورجال التعليم والإدارة، وتفتح الباب أمام شبهات المحسوبية والزبونية.
وأشارت النقابة إلى أن بطء وتراجع أداء قطاع التعليم العمومي بالمغرب، مقارنة بقطاعات أخرى، يعود بالأساس إلى انحراف بعض المسؤولين عن المساطر القانونية المعتمدة، وإصرارهم على عرقلة الإصلاحات التعليمية التي ينتظرها المواطنون.
واختتمت النقابة بيانها بالمطالبة بفتح تحقيق عاجل في التجاوزات المسجلة خلال الحركات الانتقالية، وإنصاف المتضررين، وترتيب الجزاءات الإدارية والقانونية اللازمة في حق كل من يثبت تورطه، مؤكدة أن استمرار هذه التجاوزات يهدد استقرار الشغيلة التعليمية ويؤثر سلباً على جودة المنظومة التربوية بأكملها.