جمعية “هيلانة للتنمية البشرية” تنظم النسخة الرابعة للتبرع بالدم بشراكة مع الوكالة الوطنية للدم ومشتقاته

في مشهد يعكس أسمى معاني التكافل والتضامن المجتمعي، وتجسيدًا حيًا للآية الكريمة: وَمَنْ أَحيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحيَا النَّاسَ جَمِيعًا، نظمت جمعية هيلانة للتنمية البشرية بمراكش حملة استثنائية للتبرع بالدم، بالتعاون الوثيق مع الوكالة الوطنية للدم ومشتقاته.

وقد جاء تنظيم هذا النشاط الحيوي اول أمس الأحد 7 دجنبر 2025 بمنتزه أگدال با أحماد، تلبية لنداء الواجب الوطني والإنساني، ومساهمةً فعالة في سد الخصاص المُسجل في هذه المادة الحيوية.

وتميزت الحملة بمدلولاتها العميقة، وشهدت حضورًا لافتًا وتعبئة غير مسبوقة، حيث كان لحضور ومشاركة رجال التعليم دور محوري في إثراء هذه المبادرة. وفي لفتة تقدير مستحقة، تم تكريم مدير الثانوية التأهيلية محمد الخامس من طرف الجمعية، اعترافًا بدوره وبدعم المؤسسة التعليمية للمبادرات المجتمعية والإنسانية، مما يعكس تلاحم قطاع التعليم مع قضايا الوطن والمواطنين.

و أشرف على تنظيم الحملة اللجنة الصحية لجمعية “هيلانة” التي أظهرت كفاءة وخبرة عالية، اكتسبتها من خلال القوافل الطبية المتعددة التي تنظمها، وهو ما ضمن سير النشاط في أحسن الظروف.

ولم يقتصر الحضور الرسمي على قطاع التعليم فحسب، بل شملت المشاركة الحضور الشرفي لباشا لمنطقة قشيش، الذي أعطى القدوة بتبرعه بالدم، مُؤكدًا تضامنه اللامشروط مع جهود إنقاذ الأرواح.

وبفضل جهود لجنة الإعلام والتواصل وتتبع المشاريع التي عملت بجد عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي وبتوزيع المنشورات التي بينت أهمية التبرع، لَبَّى نداء الحياة أكثر من 140 شخصًا من المواطنين والمواطنات.

وقد أسفرت هذه التعبئة الواسعة عن تسجيل 125 متبرعًا بالدم فعليًا، وهو ما يعكس وعيًا مجتمعيًا متزايدًا بأهمية هذا الفعل النبيل والمساهمة في إنقاذ حياة من هم في أمس الحاجة.
ومرت أجواء الحملة في كنف الأخوة والانسجام التام بين مختلف اللجن المنظمة، وأطر الوكالة الوطنية للدم، والسلطات المحلية، ليُسطر هذا النشاط قصة نجاح جديدة تُحسب لمدينة مراكش وفعالياتها المدنية، مُؤكدًا أن التبرع بالدم ليس مجرد فعل، بل هو رسالة حياة متجددة.