إنطلقت أولى حلقات مسلسل الصراع بين إدارة شركة الخطوط الملكية المغربية ومستخدميها على خلفية الإضرابات الأخيرة التي خاضها هؤﻻء بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء خلال اليومين الماضيين، والتي ﻻزالت مستمرة إلى حد كتابة هذه السطور.
وﻻحت بوادر الأزمة في الأفق بعد الإجتماع العاصف ليوم الثلاثاء بمقر الشركة والذي جمع الرئيس المدير العام لمجموعة شركة الخطوط الملكية المغربية السيد إدريس بنهيمة بالممثلين النقابيين لمستخدمي الشركةRam-handling و المنضوين تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل، وذلك لمناقشة الملف المطلبي الذي كان مطروحا منذ شهور.
وأثناء مناقشة الملف المطلبي طفت مجموعة من الخلافات على السطح، إذ اعتبر النقابيون أن مطالبهم قوبلت بالتعنت واللامباﻻة فضلا عن تعرضهم للقذف والإهانة من قبل الرئيس الذي خرج عن صوابه عندما نعت كل الحاضرين والمستخدمين بالمطار “بالشفارة” حسب قولهم، وهو ما إعتبروه موقفا معاديا لحقوق العمال الأساسية وخرقا في تطبيق مقتضيات قانون الشغل.
وأمام هذه التصرفات قرر المكتب النقابي مغادرة الإجتماع وتنظيم وقفة إحتجاجية نفس اليوم على الساعة الواحدة زواﻻ ،والتي تعرض على إثرها بعض النقابيين للطرد التعسفي، فلجأ المحتجون يوم الأربعاء 8 اكتوبر الجاري إلى تصعيد نضاﻻتهم بخوض سلسلة من الإضرابات القابلة للتجديد حتى إرجاع المطرودين وتحقيق الدفتر المطلبي .كما تم وضع شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بالدار البيضاء حول تصرفات الرئيس المدير العام إدريس بنهيمة إبان الإجتماع المذكور.
وتجدر الإشارة أن مجموعة شركة الخطوط الملكية المغربية أتمت مخطط هيكلتها بنجاح، وتمكنت من تجاوز الأهداف المسطرة في العقد البرنامج الموقع مع الدولة شهر شتنبر 2011 ، وبدأت في فتح أوراش تهم تخفيض الكلفة ،كما حققت الشركة تحسنا ملموسا في سلسلة خدماتها، مماجعلها تحظى بجائزة أحسن شركة طيران في إفريقيا سنة 2014 و التي تمنحها هيئة “سكاي تراكس” على هامش المعرض الدولي للطيران بفارنبورغ(ضواحي لندن)، وهو تطور إعتبره العديد من الملاحظين ﻻ ينعكس على المطالب الإجتماعية لمستخدمي الشركة وﻻ يوازي طموحاتهم…