تغيب الأخلاق في الممارسة الرياضية يؤدي إلى نتائج تعاكس وتجافي المبادئ التي وضعت للرياضة أصلا.
ومع تغييب هذه الأخلاق تغيب كل مبررات المرتقب من تفعيل الحضور الرياضي القاضي، والمفضي إلى إشاعة المحبة والوئام بين مكونات الجماهير الرياضية على اختلاف محليتها.
أن يكون هناك نصر، وبالتالي لن يحدث الإمتاع في ظل الأحداث التي تعصف وتحيد عن جادة ما يرتجى من أي ممارسة رياضية أصلا .
مبارياتنا التي أصبحت موسومة بتعمد الإساءة إلى (الخصم) اللحظي تفتقر إلى الإشعاع الرياضي الذي شرع لتنشيط العقل وتوسيع البصيرة والدهن، سواء في حالتي الإنتشاء بالنصر،أو مغازلة الهزيمة في لحظات من المتحتم أن تتحلى بالتصرف العقلاني غير الوثاب الى تبني ظاهرة الإنتقام سواء تجاه الملك العمومي أو إتجاه الأفراد .
إن كل فكر لايقارع أسباب الهزيمة ليحول آلياتها أدوات للإنتصار بأسلوب حضاري يراعي حرمة الآخر هو فكر متخلف لا يرقى إلى درجة التمثلات الرياضية الكبرى والجميلة المحققة للأهداف الرياضية .
ولقد آن الأوان بأن يحاسب الجمهور وخلفه القانون كل من يتعدى حدود الفرجة الرياضية، إن بالتوجيه وإن بإعمال القانون وتصريفه بشكل صارم يحد من الظاهرة ويؤسس لصيغ رياضية بعيدة عن التوحش والعنف الرياضي وشغب المدرجات التي أصبحت كلها عنوانا بارزا للمباريات الرياضية لبلادنا.
فالشغب والإعتداء على الغير(أغيارا وممتلكات)لايمكن أن ينتج جمهورا واعيا بقيم الرياضة النبيلة،فضلاعلى كونهما أصبحا يؤرقان الرياضيين أنفسهم كما يؤرقا رجال الأمن أنفسهم الذين أصبحوا يحسبون لكل لقاء رياضي ألف حساب،قدر بسيط لما يقع بمدرجاتنا يؤدي إلى إدراك أن للأمن مهمات أخرى قبل أن يلهيه تتبع آليات إجرام دخيلة على التقاليد الرياضية المغربية،فلا مجال لتعمد الجرم بإسم الرياضة، ولا مجال لشيطنة المجتمع بأوجاع مميته وقاتلة لم تكن في الحسبان.