عبد الرزاق القاروني/صحافي بمراكش
في إطار أجرأة برنامج العمل السنوي المشترك بين مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي، يومي الجمعة والسبت 17 و18 يناير 2020 دورتين تكوينيتين لفائدة منسقي برنامجي المدارس الإيكولوجية ومباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة بالمؤسسات التعليمية المنخرطة في هذين البرنامجين، على صعيد الجهة.
وفي مستهل الدورة التكوينية حول برنامج المدارس الإيكولوجية، تناول الكلمة بوجمعة بلهند، المنسق الجهوي للبرنامج بالأكاديمية، مشيرا أن هذا اللقاء هو محطة جد مهمة لتوحيد الرؤى حول مقاربة وملامسة هذا البرنامج، ولتسريع الدينامية المحدثة في هذا المجال، ومؤكدا أن المؤشرات المتعلقة بالمؤسسات الإيكولوجية في تطور مستمر، خلال السنتين الأخيرتين، إن على مستوى النتائج المحققة أو على مستوى المؤسسات المنخرطة في البرنامج التي تضاعف عددها، ليصل إلى ما يزيد عن 85 مؤسسة.
ثم دعا لخلق ديناميكية كبيرة في مجال التربية البيئية والتنمية المستدامة، وجعل هذا البرنامج يكون له أثر ملموس على مستوى التلاميذ والسلوكيات داخل المؤسسة ومحيطها، مبرزا أن منسقية هذا المكون الحيوي،ضمن منظومة التربية والتكوينعلى الصعيدين الجهوي والإقليمي، تبقى رهن الإشارة لمواكبة المؤسسات التعليمية المنخرطة في هذا البرنامج.
وبدورها، ألقت منى بلبكري، المنسقة الوطنية لبرنامج المدارس الإيكولوجية بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، كلمة باسم هذه المؤسسة، مذكرة أن هذا البرنامج أصبح موجها للتعليم الأولي، تبعا لتجديد اتفاقية الشراكة بين المؤسسة والوزارة، ومشيرة إلى مستجدات هذه الدورة التي تتمثل في تقديم البرنامج، من طرف متعلمات مدرسة حاصلة على اللواء من إقليم الحوز، وتقديم معطيات لتحسين إنجاز البرنامج وشرح كيفية الترشيح، من طرف عضوتي لجنة التحكيم الوطنية، في هذا الشأن.
وفي كلمته بهذه المناسبة، عرف طارق الهواري، مدير مرصد واحة النخيل بمراكش، بهذه الهيئة التي تعتبر جمعية تحافظ على البيئة، بشكل عام والنخيل بشكل خاص، وتهتم بالمدارس التي توجد بمحيط واحة النخيل بمراكش، مثمنا المجهودات التي تقوم بها مؤسسةمحمد السادس لحماية البيئة والأكاديمية، في هذا المجال، ومبرزا أن مرصد واحة النخيل يبقى رهن إشارة شركائه في مجال التأطير وتقديم الدعم للارتقاء بمؤشرات المؤسسات المنخرطة في هذا البرنامج.
وبخصوص الدورة التكوينية حول برنامج مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة، فقد عرفت إلقاء كلمة تأطيرية للمنسقة الوطنية للبرنامج أشارت من خلالها أن هذه الورشة تروم تقوية قدرات الفاعلين والمنخرطين، على صعيد المؤسسات الإعدادية والثانوية العمومية والخصوصية بالجهة، من أجل حثهم على مشاركة أوسع في المباراة، وتمكينهم من الظفر بالجائزة في ظروف مماثلة لجل الأكاديميات بالمملكة.
وأضافت أن هذه الورشة ستساهم في فهم وشرح مقومات المشاركة في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة، التي تنظم في دورتها الثامنة عشر للموسم الدراسي 2019-2020 حول موضوع “السلوكيات البيئية الجيدة من أجل بيئة بدون بلاستيك”. كما ستتطرق لمستجدات البرنامج خلال هذه الدورة، والتي تتمثل في إدراج الربورتاج الفيديو إلى جانب الربورتاج المكتوب والصورة الفوتوغرافية.
وبالنسبة لباقي كلمات المتدخلين في هذه الدورة، فقد أجمعت على ضرورة الرفع من مؤشرات المؤسسات المنخرطة في هذا البرنامج، على مستوى الجهة، مؤكدة أن جميع الشروط متوفرة، من مصاحبة ولوجستيك وتكوين، لجعل التلميذات والتلاميذ المشاركين في هذه الاستحقاقات يكونون في مستوى التحديات والرهانات.
وقد أطر ورشات هاتين الدورتين التكوينيتين عدة متدخلين وفعاليات من الأكاديمية ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والهيئات والقطاعات الشريكة، وهم: بشرى فرياط وليلى العرافي عن لجنة التحكيم الوطنية لبرنامجي المدارس الإيكولوجية ومباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة، وآمنة المعتصم، مهندسة بالمديرية الجهوية للبيئة، ومحمد إسرى، صحفي براديو بلوس بمراكش، وعبد الغني رشد، رئيس الفرع الإقليمي لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، ومحمد كومان، مخرج أفلام قصيرة، عن مركز التفتح الفني والأدبي بذات المدينة، إضافة إلى عبد الهادي غافل، المنسق البيئي للمدرسة الابتدائية “سيدي رحو” بإقليم الحوز، رفقة التلميذتين نوال كدروز ومارية إيزوكي من ذات المؤسسة.
وعرفت هاتان الدورتان إلقاء عدة عروض ومداخلات قاربت مواضيع: المدارس الإيكولوجية، التربية من أجل تنمية مستدامة، وتجربة مدرسة سيدي رحو، من أجل الفوز بأحد استحقاقات مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وفيديوهات تنشيطية حول أضرار النفايات البلاستيكية، وتقنيات إنتاج فيديو حول البيئة، وكيفية إنجاز الربورتاج الصحفي، إضافة إلى عرض تجربة مؤسسة العمراني الخصوصية للفوز بأحد استحقاقات المؤسسة، خلال سنة 2005.
ويشار أن برنامجا المدارس الإيكولوجية ومباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة يعتبران من الآليات الرائدة والمتميزة، التي تعتمدها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بهدف ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة لدى التلميذات والتلاميذ، على صعيد الوطن، وتحسيسهم بالإشكاليات البيئية، إضافة إلى تطوير مهاراتهم ومعارفهم، في هذا المجال.