يشتكي سكان مناطق الهراويين وتيط مليل ومديونة بالدار البيضاء، من معاناة يومية مع رائحة النفايات “القذرة” المنبعثة من مطرح مديونة الكبير، والذي يعتبر أكبر مزبلة بالمغرب، معتبرين أن الأمر “ينذر بكارثة بيئية وإنسانية، ويمس بحقهم في العيش داخل بيئة صحية”.
وطالبت الساكنة عبر ممثلين عنها، السلطات المعنية بالتدخل العاجل لحل أزمة النفايات، خاصة مع طول جلوسها في المنازل هذه الفترة بسبب الحجر الصحي، الشيء الذي أزم الوضع أكثر وفقا لشكواهم.
سفيان، أحد السكان المضررين من مطرح النفايات القريب من نافذة منزله، اعتبر في حديثه مع وسائل الإعلام ارتفاع درجة الحرارة وطول المكوث في المنازل في فترة الحجر الصحي كان كفيلا بظهور حالات مرضية من الاختناق لدى عدد من المواطنين في منطقة الهراويين وتيط مليل ومديونة.
وأشار إلى أنه “يمكن القول أنه سيصبح علينا ارتداء الكمامة حتى بعد تجاوز مرحلة كورونا، إذ تقينا قليلا من الهواء الملوث الذي يحيط بنا، والذي تسلل بشكل سيء إلى نفسيتنا”.
وأردف ساخرا: “نسينا طعم الهواء النقي من شدة افتقادنا إليه”، مضيفا: “الساكنة هنا تعاني لسنوات طويلة، ومطرح مديونة للنفيات هو أكبر مزبلة في المغرب، توارى المسؤولين عن المنطقة ولا أحد منهم حرك ساكنا بجدية لتخليصنا من هذه القذارة، الوضع أصبح لا يطاق”.
من جهته، قال الفاعل الجمعوي المحلي الحسين أيت حساين، إنه “منذ سنوات ورائحة مطرح مديونة تخنق أنفاس القاطنين بمنطقة الهراويين وتيط مليل ومديونة وغيرها من المناطق المجاورة، حيث باتت لا تطاق في الآونة الأخيرة”.
وأوضح الحسين أن الساكنة أصبحت تضطر لإقفال النوافذ باستمرار للحفاظ على القليل من الهواء النقي، مشيرا بالقول: “بات من المستحيل استنشاق الهواء النقي أو ما يعرف بنسيم الصباح والمساء المنعش في ظل الجو الحار الذي نعيشه، والحجر الصحي الملتزم به”.
وزاد بأن “الروائح الكريهة والسامة تغزو المنطقة بأكملها، الشيء الذي تسبب في استياء العائلات، فيما يقابله صمت رهيب للمسؤولين غير آبهين بصحة الساكنة التي تختنق كل ليلة بسبب رائحة الأزبال وعصارتها التي تتسبب في عدة مشاكل تنفسية خطيرة مثل الحساسية وضيق التنفس، دون أن ننسى أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال الصغار”.