أفلحت عناصر تابعة للفرقة الوطنية للأبحاث القضائية، أخيرا، في تنفيذ عملية وُصفت ب “النوعية” بدوار الشراط بجماعة عين معطوف في إقليم تاونات، عندما ألقت القبض على عنصر “خطير”، على صلة بخلية إرهابية جرى تفكيكها نهاية شهر يوليوز الماضي بعدة مدن مغربية، كانت مهمته محددة في البحث عن قنابل وعبوات ناسفة وإخفائها والتهديد باستعمالها.
وأوضح مصدر محلي أن حوالي 20 فردا من مكتب الأبحاث القضائية، داهموا مسكن المتهم في ساعة مبكرة من الصباح، وألقوا القبض عليه من داخل غرفة نومه، وذلك بعد عملية ترصد دقيقة له منذ حلوله بالدوار ذاته، قادما إليه من حي “عين هارون” التابع لمقاطعة المرينيين بفاس، حيث يعمل هناك إسكافيا.
ويبلغ المتهم (م. ر) 24 سنة، وقد ظل بحسب التحريات الأولية التي باشرها مكتب الأبحاث القضائيية، بتنسيق مع مصالح الشرطة القضائية، يواظب على الحلول بدوار الشراط الذي ينحدر منه بين الفينة والأخرى، لأجل إخفاء مجموعة من العبوات الناسفة بمكان غير بعيد عن مسكن الأسرة بالمنطقة، بعدما يحصل عليها من عناصر متطرفة، أو يقوم بنفسه بالتنقيب عنها، ومنها المتلاشية، في انتظار إعادة استغلال موادها.
وقد جرى اقتياد هذا العنصر إلى مخافر البحث لأجل استكمال إجراءات التحقيق وتعميقه، والبحث في مدى علاقته بجهات متطرفة أخرى، خاصة بعدما تبين من خلال بعض المستندات التي صودرت منه، أنه كان على اتصال بعناصر أخرى سبق أن اعتقلت أخيرا من طرف مكتب الأبحاث القضائية، في إطار تتبع خلايا الإرهابية بمجموعة من المدن المغربية.
ويأتي هذا الاعتقال، بعد أسبوع واحد فقط عن اعتقال عنصر آخر متطرف بنفس المنطقة، ضمن خلية من ثمانية أفراد تبين أن لهم علاقة ب “داعش”، ومتهمين بالإعداد لاستضافة عناصر مدرَّبة على تفخيخ السيارات، تمهيداً لتصفية مسؤولين أمنيين وضرب منشآت حساسة، بحيث أفادت وزارة الداخلية ب “تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من تفكيك خلية إرهابية تتألف من 8 عناصر ينشطون في مدن طنجة وبوزنيقة وخريبكة وتاونات”، مؤكدةً في بيانٍ لها، عن حصولها على معلومات تفيد بالتنسيق بين زعيم الخلية والقادة الميدانيين ل “داعش” بغرض إيواء مقاتلين موالين للتنظيم داخل المغرب بعد “تلقيهم بالفعل تدريبات مكثفة في مجال التفخيخ وصناعة المتفجرات وحرب العصابات”. ولفتت الوزارة إلى ارتباط الموقوفين بمقاتلين سابقين انضموا إلى معسكرات تنظيم القاعدة بأفغانستان.
ومن خلال التحقيق مع أفراد هذه الخلية المتطرفة، تمكن رجال الحموشي من الوصول إلى عنصر كان على صلة بهم، كانت مهمته محددة في إخفاء قنابل ومتفجرات في مكان متوارٍ عن الأنظار بدوار “الشراط” نواحي تاونات.