وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى كوبا، اليوم الجمعة 14 غشت 2015، في زيارة تاريخية لرفع العلم الأميركي فوق سفارة بلاده الجديدة في خطوة لتعزيز التقارب بين واشنطن وهافانا.
والزيارة التي تستمر يوما واحدا هي الأولى التي يقوم بها وزير خارجية أميركي إلى البلد الشيوعي منذ العام 1945.
ولم يرفرف العلم الأميركي فوق سفارة واشنطن في هافانا منذ الثالث من يناير العام ،1961 يوم قطعت الولايات المتحدة علاقتها مع كوبا خلال الحرب الباردة.
وقال كيري للصحافيين المسافرين معه “ستكون هناك عقبات على الطريق لكنها البداية”.
وبعد وصوله إلى مطار خوسيه مارتي الدولي في هافانا، توجه كيري إلى مبنى السفارة الأميركية حيث سيترأس مراسم رفع العلم الأميركي في وقت لاحق.
وبعد نحو ثمانية أشهر بالتحديد على الإعلان المتزامن في 17 شتنبر من قبل الرئيسين الأميركي باراك أوباما والكوبي راوول كاسترو لإعادة العلاقات الدبلوماسية، سينجز كيري إحدى اهم المحطات الرمزية في هذه العملية بعدما افتتحت سفارتا البلدين منذ 20 يوليوز.
ولإعطاء الحدث بعده التاريخي والرمزي سيقوم عناصر مشاة البحرية (المارينز) الثلاثة جيم تريسي واف دبليو مايك ايست ولاري سي موريس الذين أنزلوا في العام 1961 العلم الذي كان يرفرف فوق مدخل السفارة برفعه مجددا فوق المبنى تكريسا للتفاهم الجديد بين العدوين السابقين إبان الحرب الباردة.
وفي شريط فيديو نشرته الخميس وزارة الخارجية تذكر الرجال الثلاثة بتأثر لحظة انزالهم علم بلادهم قبل نصف قرن.
وإلى جانب رفع العلم فوق السفارة، سيلتقي كيري مسؤولين كوبيين، ورئيس الكنيسة الكاثوليكية في كوبا فضلا عن معارضين للنظام.
ولن يلتقي كيري كاسترو او شقيقه الزعيم التاريخي فيديل كاسترو الذي قاد كوبا منذ الثورة في 1959 وحتى تقاعده في العام 2006.
وفي نص نشرته الصحافة المحلية الخميس، بمناسبة بلوغه ال`89 عاما، أكد الرئيس الكوبي السابق أن الولايات المتحدة مدينة لكوبا “بملايين الدولارات” تعويضا عن الحظر الاقتصادي الذي فرضته على الجزيرة منذ 1962.
وكتب كاسترو أن “كوبا تستحق تعويضات تعادل قيمة الأضرار البالغة ملايين الدولارات كما أكدت بلادنا بحجج دامغة وأدلة في كل خطبها في الأمم المتحدة”.
ولم يحدد فيديل كاسترو قيمة المبالغ التي يتحدث عنها إلا أن كوبا صرحت في شتنبر أن الحصار كلفها 116 مليار دولار.
أما الولايات المتحدة فتقول ان كوبا مدينة بسبعة مليارات دولار لمواطنين أميركيين وشركات تمت مصادرة ممتلكاتهم بعد وصول كاسترو إلى السلطة.
وستستغل الحكومة الكوبية زيارة كيري لتطالب برفع الحصار الاقتصادي الذي فرضه الرئيس الراحل جون فيتزجرالد كينيدي في العام 1962. وفعليا ترغب إدارة اوباما في ذلك لكن الأمر متوقف على الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويعارض كثيرون منهم ذلك معتبرين انه سيكون بمثابة مكافأة للشقيقين كاسترو.
وفي هذا الصدد، قال السيناتور الديموقراطي باتريك ليهي الذي يرافق كيري، أن رفع الحصار هو الطريقة الأسرع لحصول التغيير في كوبا. وأضاف “اذا رفعنا الحصار لن يكون بمقدورهم إلقاء اللوم علينا في كل شيء، بل اعتقد أن التغيير سيحصل بطريقة اسرع”.