السعيد قدري
اختارت المديرية الجهوية للاتصال بجهة طنجة تطوان الحسيمة، الحديث عن محور هام ضمن برنامجها السنوي من منطلق لقاء تمحور حول اقتصاد المقاولة الصحفية المغربية ، وذلك من واجهة التكلفة المالية للمقاولة الصحفية الجهوية.
لقاء طنجة الذي نظمته المديرية الجهوية عشية اليوم بإحدى الفنادق الكبرى، بحضور ثلة من الإعلاميين بالجهة وعدد من المهتمين بالمجال، كان مناسبة تم من خلاله سبر أغوار الإرهاصات ذات الصلة بالمقاولة الصحفية، ففي معرض حديثه أكد الخبير في مجال الاقتصاد الإعلامي الدكتور عبد المجيد فاضل انه لا يمكن تحقيق اقتصادية المقياس في وقت يكون فيه السحب بالنسبة للمقاولة الصحفية التي تتعامل بالورق منخفض، فالصحافة ذات البعد التميزي مرتبطة أساسا بالنسخة الأولى الصادرة، موضحا في نفس السياق إلى أن اكتمال توفر النفقات الضرورية لإنجاح هذه المقاولة رهين بمحتوى النسخة الأولى وهي التي تراكم كل النفقات من معبر المضمون والتحرير وغيرها من المواضيع.
مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، ضيف هذا اللقاء الإعلامي الهام، تحدث عن الظروف المميزة للمقاولات الصحفية من جوانب تتعلق بالاستثمار، هذا الأخير الذي يختلف حسب الدورية واليومية ، كما تحدث عن مجال التدبير ومن خلاله ميز بين نوعين منه المتعلق بالنفقات الثابتة والنفقات المتغيرة.
تكاليف الصحيفة والتي تتشكل من نفقات التحرير والأرشيف، تحدث عنها بإسهاب الدكتور عبد المجيد فاضل مشيرا في نفس الإطار إلى أن أمرها مرتبط بالأجور المقدمة لهيئة التحرير، بحيث تبقى كتلة الأجور هي العنصر الأساسي، ناهيك عن نفقات الاشتراك في وكالة الأنباء بالرغم من كون الأخيرة لا تمثل سوى اقل من 3 في المائة.
النفقات المادية في المقاولة الصحفية، تتشكل- حسب الدكتور فاضل- أساسا في المعدات والمساءل التقنية، بالرغم أن هذا الأمر تغير كثيرا منذ نحو 15 سنة وأصبح اليوم مرتبطا بنجاح المقاولات الصحفية خصوصا الالكترونية منها.
لقاء طنجة الذي اعتبره إبراهيم الشعبي مدير مديرية الجهوية للاتصال بكونه نتاج مجهودات المديرية الجهوية لأجل خلق فضاء للنقاش وتطوير الأفكار، ختمه الدكتور المحاضر بالدعوة إلى تبني نماذج هامة قصد إنجاح المقاولة الصحفية ، ومن هذا المنطلق تساؤل عن أي نموذج اقتصادي للصحافي، مقدما في هذا الشأن النموذج المجاني المعتمد على الإشهار لتحقيق التوازن المالي خصوصا لدى المقاولة الصحفية الالكترونية كما قدم نماذج أخرى مرتبطة أساس بنموذج يتعلق بالاشتراكات ، والنموذج و المزج بين الإشهار والمجان.