الرباط /حسن الحماوي
لايزال الهدر المدرسي بالمغرب يشكل عائقا أمام تحقيق التنمية ،فحسب الاحصائيات الرسمية الاخيرة يوجد أكثر من مليون طفل بين سن التاسعة والرابعة عشرة خارج أسوارالمدرسة ،فيما بلغت عدد حالات الهدر المدرسي في السلك الابتدائي ما يناهز 200 ألف حالة، منهم حوالي 100 ألف من الإناث ،في حين وصل مجموع معدل الهدر المدرسي بالسلك الإعدادي برسم الفترة ذاتها 150 ألف منها 60 ألف حالة تخص الإناث بنسبة 11,8 في المئة، و13,2 في المئة من الذكور،وذلك حسب ما خلص اليه الاتحاد الوطني والدولي لمحاربة الهدر المدرسي بالرباط الخميس الماضي ،في أعقاب الندوة الصحفية التي نظمها تحت شعار” العلاقات بين المجتمع المدني والهدر المدرسي” بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية .
وفي السياق ذاته قدم الأمين العام للاتحاد حسن البوكدراوي ورقة تعريفية عن الاتحاد وعن أهدافه العامة التي ترمي بالأساس إلى محاربة الهدر المدرسي والحد من الاستغلال الاقتصادي للأطفال والحد من هجرتهم، داعيا المسؤولين إلى مساعدة المتعثرين على تخطي المرحلة وإدماجهم في الحياة الدراسية، وإلى الاهتمام بالاساس بالأطفال والشباب المنحرفين ودعمهم نفسيا واجتماعيا ودمجهم في الحياة المدرسية، وكذلك إلى إدماج الأطفال في المؤسسات التعليمية العامة والخاصة وتنشيط الحياة المدرسية.
وأشار البوكدراوي الى ان المدرسة الابتدائية تتصدر قائمة المؤسسات التي يغادرها الأطفال دون أن يتمكنوا من فك ألغاز الكلمات أو كتابتها، ففي الموسم الدراسي 2008_ 2007 ترك حوالي 15000 طفلا مقاعد الدرس، أي 6 بالمئة من عدد الأطفال المسجلين خلال نفس الموسم.
كما أشار المتدخلون أعضاء الاتحاد الى أنه خلال سنة 2013- 2014 بلغت حالات الهدر المدرسي على مستوى التعليم الثانوي التأهيلي، 75ألف حالة بينها35 ألف إناث بنسبة 12,1 بالمائة و12,3 في المئة ذكورا.
وفي تصريح خاص “للملاحظ جورنال”، قال حسن البوكدراوي، الأمين العام للاتحاد، أن من بين الاسباب التي تؤدي لارتفاع نسبة الهدر المدرسي خصوصا في العالم القروي النقل المدرسي ،حيث يتصدر قائمة المشاكل التي تحول دون متابعة أبناء القرى للدراسة،مشيرا في الوقت ذاته الى ان الاتحاد يعمل على تحقيق أهداف مسطرة من بينها القيام بدراسات ميدانية وتشخيص علمي دقيق للظاهرة وتقديم المساعدة للمتعثرين في الدراسة وإعادة إدماجهم في المجال المدرسي بالاضافة الى تنظيم لقاءات مع خبراء ومهتمين . .
وتمحورت جل مداخلات الندوة، حول الحلول الاستراتيجية لمواجهة الهدر المدرسي خلال الموسم الجاري 2015-2016، اعتمادا على الشكايات التي تتوصل بها المكاتب الجهوية للاتحاد..
وتجدر الاشارة الى أن الاتحاد الوطني والدولي لمحاربة الهدر المدرسي تأسس في 18 يناير2015 بالرباط، ويضم مكتبا تنفيذيا يتكون من 27 عضوا ضمنه أطباء نفسيين وموجهيين تربويين وأطر تعليمية وطلبة .
وبخصوص تأسيس الاتحاد الوطني والدولي لمحاربة الهدر المدرسي، قال البوكدراوي أن الإعلان عن تأسيسه كان في يناير الماضي، ويضم عددا من رجال التعليم ومختصين في علم الاجتماع والطب النفسي، وقد تمكن من إنشاء فروع إقليمية وجهوية بكل من جهة الدار البيضاء، سطات، خنيفرة ،وبني ملال وكتابة اقليمية بالرباط وكذلك بالقنيطرة ،سيدي سليمان وسيدي قاسم إضافة الى كتابة جهوية بكلميم سمارة ،أما على المستوى الدولي فقد منح الاتحاد التزكية لرؤساء اللجن التحضيرية من أفراد الجالية المغربية بكل من ايطاليا وفرنسا واسبانيا والبرازيل والولايات المتحدة الامريكية لتأسيس فروع بهذه البلدان بهدف نشر اللغة العربية والامازيغية .
وحول الرؤيا المستقبلية قال البوكدراوي أنه يسعى الى تقوية ركائز الاتحاد بتغطية التراب الوطني، وإحداث تمثيلية له داخل المجلس الاعلى للتعليم ،والعمل على إشراك الجامعات المغربية والممارسين في الحقل التعليمي وكذلك الأطباء، لوضع خريطة طريق تكون السبيل لمعالجة ظاهرة الهدر المدرسي من خلال إنجاز بحوث ووضع دراسات علمية .