ينطلق اليوم الأحد موسم الحج لعام 1442 للهجرة وسط قيود صحية صارمة بسبب تفشي فيروس كورونا ، وظهور تحورات جديدة له في أنحاء عديدة من العالم .
فمن أجل حج آمن وصحي يضمن سلامة ضيوف الرحمن، أعلنت المملكة العربية السعودية السماح لعدد محدود جدا من الراغبين في أداء فريضة الحج، من شتى الجنسيات الموجودين داخل المملكة فقط، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
ومن منطلق حرص المملكة العربية السعودية الدائم على سلامة الحجاج وصحتهم، أعلنت الرياض أن موسم الحج هذا العام ، سيقتصر على مواطنيها والمقيمين داخل المملكة، حيث تم السماح لحوالي 60 ألف شخص فقط من داخل المملكة ، بأداء مناسك الحج، مع إيلاء الأولوية لمن لم يؤدي هذه الفريضة خلال السنوات الخمس الماضية.
وأضافت أن الجهات المختصة، وبالنظر إلى الحشود الكبيرة التي تؤدي فريضة الحج ، وتقضي فترات طويلة في أماكن متعددة ومحددة ، اتباعا لترتيب أداء المناسك، عملت على دراسة جميع المؤشرات حتى تتوافق مناسك الحج مع أعلى معايير الاشتراطات الصحية لحماية ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم، وذلك “امتثالا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية”.
وتسابق الاستعدادات في الحرم المكي الزمن من أجل استقبال الحجاج، وتشمل عمليات التنظيف والتعقيم المستمرين للمكان ، وأيضا تركيب فواصل لفرض التباعد بين الحجاج . وحددت وزارة الصحة السعودية، الضوابط الصحية المبدئية لحج هذا العام ، والشروط الواجب توافرها قبل أداء مناسك موسم الحج 2021 .
وأكدت الوزارة في هذا الصدد، ضرورة حصول جميع المكلفين والعاملين في الحج ، على جرعتي اللقاح المعتمد في المملكة ضد كورونا ، قبل بدء التكليف بما لا يقل عن أسبوع، فضلا عن حصول جميع حجاج الداخل السعودي على جرعات اللقاح المعتمد بالمملكة ضد كورونا ، قبل يوم فاتح ذو الحجة ، مع تأمين جميع الحجاج ، والحرص على التباعد الاجتماعي في كل مكان ، والتعقيم لكل الوجهات الخاصة بالحج ، من صحن الكعبة ،والطواف ، وجبل الرحمة ، والمسجد الحرام ،والمسجد النبوي.
كما أصدرت الوزارة إجراءات احترازية ملزمة للجميع، حجاج وعاملون ، خلال موسم الحج تتضمن الالتزام بارتداء الكمامة في جميع الأوقات ، والتباعد بين الحجاج عند المبيت بمسافة متر ونصف المتر، إلى جانب جدولة حركة تدفق حشود الحجاج إلى مجموعات ، بحيث تكون كل مجموعة معرفة مسبقا ومع قائد كل مجموعة مرافق واحد على الأقل، وألا تتجاوز أعداد كل مجموعة الـ100 حاج، مع اقتصار أداء المناسك على الفئات العمرية من 18 إلى 65 سنة.
وفي هذا الصدد، قال عبد الفتاح بن سليمان مشاط ، نائب وزير الحج السعودي ، إن التجمعات البشرية تسهم في تفشي الوباء، مؤكدا أنه تم تقنين الأعداد حرصا على سلامة الحجاج.
وأضاف مشاط، في مؤتمر صحفي، أنه تم حصر الحج على المواطنين والمقيمين فقط ، استجابة للتحذيرات من زيادة تفشي فيروس كورونا.
ووفق ضوابط الحج التي كشفت عنها السلطات، فإن الحج هذا العام، “سيقتصر على الحاصلين على اللقاح، حسب آليات متبعة في المملكة لفئات التحصين (محصن بجرعتين، أو محص ن أكمل جرعة واحدة وأمضى 14 يوما، أو محص ن متعاف من الإصابة)”.
وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية إن “الأولوية للتسجيل في حج هذا العام كانت لمن لم يحج خلال السنوات الخمس الماضية، على أن تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما وجميعهم تلقوا التطعيم “.
وأضافت الوزارة أنها أقامت العديد من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة، وجهزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج الذين سيطلب منهم الالتزام بالتباعد الجسدي.
ورحبت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية بالقرار، وقالت الهيئة في بيان أوردته وكالة الانباء السعودية إن “قصر حج هذا العام على المواطنين والمقيمين ، قرار موفق للحفاظ على النفس البشرية “.
كما أعلنت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ، عن ترحيبها بالتدابير التي أعلنتها المملكة لتنظيم شعيرة الحج هذا العام.
وحسب بيانات رسمية، فإن المملكة قامت بتلقيح أكثر من سبعين في المائة تقريبا من إجمالي عدد سكانها البالغين ، مستخدمة اللقاحات المعتمدة لديها وهي فايزر/ بايونتيك، وأسترازينيكا، وموديرنا ، وجونسون أند جونسون.
وقالت وزارة الصحة إنها قدمت نحو 20 مليون جرعة لقاح لفيروس كورونا في بلد يزيد عدد سكانه عن 34 مليون نسمة.
وقد سجلت السعودية حتى الآن ، أكثر من 500 ألف حالة مؤكدة بفيروس كورونا ، من بينها أكثر من 8 آلاف حالة وفاة .
وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي حالت فيها جائحة كورونا دون زيارة مئات آلاف المسلمين حول العالم بيت الله الحرام ، وأداء فريضة الحج. ففي العام الماضي، حصرت المملكة العربية السعودية أداء الحج ، على المواطنين السعوديين والمقيمين بالمملكة، ولم تستقبل أي حاج من الخارج بسبب كورونا، حيث أدى نحو 10 آلاف حاج فقط المناسك مقارنة بحوالي 2.5 مليون في عام 2019، في موسم غير مسبوق ، من حيث طبيعة التنظيم وعدد الحجاج.
وتجدر الاشارة إلى أن السعودية كانت قد أعادت في أكتوبر الماضي ، السماح بأداء العمرة وفتحت المسجد الحرام أمام المصلين للمرة الأولى بعد سبعة أشهر من الإغلاق، مع تخفيف سلطات المملكة القيود المفروضة للحد من الجائحة.