تعيش مخيمات جبهة البوليساريو الانفصالية وضعا وبائيا خطيرا بفعل تفشي فيروس كورونا بين الساكنة وبالأخص بين صفوف الأطفال، في ظل غياب الأدوية و الأطر الطبية المؤهلة، ما ينذر بكارثة صحية وخيمة العواقب.
في ظل الأوضاع المزرية بالمخيمات، تستمر قيادة الجبهة في حجب الواقع والتكتم عن الحقيقة، بحيث أجلت افتتاح المراكز التعليمية التي كانت مقررة أمس الأحد إلى الأحد المقبل 9 يناير تحت ذريعة الحمى الموسمية المنتشرة في صفوف الأطفال.
وبحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن الجبهة تتغاضى عن وضعها الوبائي، في الوقت الذي يعيش فيه العالم تفشي المتحور الجديد “أوميكرون” الذي ينتشر بسرعة ويصيب جميع الفئات العمرية على حد السواء، والذي أعاد عددا من الدول إلى نقطة البداية بسبب إغلاق الحدود وتشديد الإجراءات الاحترازية.
وأوردت إحدى الصحف الناطقة بالإسبانية، أن قادة البوليساريو أجبروا آلاف الأطفال، خلال الأسبوعين الأخيرين، على البقاء في منازلهم بسبب الحمى والسعال دون الكشف عن مرضهم أو تقديم أي رعاية طبية لهم.
وأضافت أن عدداُ من وسائل الإعلام زارت مركزين استشفائيين في مدينتي العيون والسمارة بجنوب المغرب وقارنته بالوضع الحي بمخيمات تندوف، حيث توقفت على الفرق الكبير بين الطرفين، واصفة الوضع في المخيمات بـ “الصعب”.
وأشارت ذات المصادر إلى أن استمرار الوضع الخطير بالبوليساريو، دفع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لإعطاء تعليماته لإغلاق حدود مدينة تندوف مع المخيمات التابعة للجبهة الانفصالية، ومنع الولوج إلى ترابها خوفا من تفشي العدوى.
وكان منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصاراً بـ”فورساتين”، قد سلط الضوء على الوضعية الصحية المتأزمة بالمخيمات في ظل الجائحة، بعد نقص الأدوية التي تتم سرقتها من لدن قيادة جبهة “البوليساريو”، وفقه.
وقال المنتدى ضمن منشور له على موقع “فيسبوك”، إن “قيادة جبهة البوليساريو الفاسدة لم تترك أي مساعدات كيفما كان نوعها إلا ونهبتها أو هربتها إلى شبكاتها في الخارج لبيعها”، مضيفا أن القطاع الصحي “لم يسلم من جرائم القيادة التي لا تمتلك وازعا دينيا ولا إنسانيا ولا أخلاقيا”.
وأضاف المنتدى عينه: “تاريخ جبهة البوليساريو حافل باختفاء المعدات والتجهيزات الطبية المقدمة التي تصل إلى المخيمات؛ فبمجرد وصولها والتقاط الصور تتبخر تلك الأجهزة وكأنها لم تكن موجودة قط. لكن أن يصل الأمر إلى الأدوية وسرقتها فالأمر جلل ولن يصبر الناس عليه طويلا”.