ضمن إستراتجية العمل التي سطرها نادي المصور الصحفي بجهة مراكش آسفي،وإنسجاما مع الرغبة في الإنفتاح على كل مكونات المجتمع المغربي، وضمن إهتمامه بالواقع اليومي لمدينة مراكش، قرر مكتب النادي مرافقة الدوريات الأمنية خاصة في ليلة رأس السنة، وقد تم ذلك إنطلاقا من تفهم وتقدير ولاية أمن مراكش ممثلة في والي الأمن لدور الصورة الإعلامية في التجليات التي تقوم بها الدوريات الأمنية في هذه الليلة،وفي غيرها.
وقد وجد النادي استجابة لطلبه بمرافقة رجال الأمن لتتبع مجريات أحداث هذه الليلة.
إن انخراط نادي المصور الصحفي بجهة مراكش آسفي في هذه العملية يسم الإدارة الجديدة للأمن الوطني في تنفيذ الحق في الوصول إلى المعلومة ما يعتبر إنسجاما مع مقتضيات الدستور الجديد ومع الإنفتاح الذي تبنته الإدارة العامة للأمن الوطني.
في ليلة موغلة في الترقب واستحضار بعض الكوارث السابقة نسج رجال الأمن عباءة تتوق إلى تطويق الانفلات الأمني الذي يحدث غالبا في هذه المناسبة.
مرافقة مصوري النادي لرجال الأمن في هذه الليلة بالذات أثمرت في فتح عدسة التصوير على واقع الصراع وعمق المخاض الذي يعيشه رجال الأمن في محاربتهم للانفلات الأمني خاصة مع توفر كل مكونات الفعل ألجرمي المتوقع حدوثه في جميع المستويات الذي تبدت معالمه في صور وإن إختلفت فهي تشكل عملا استفزازيا بالنسبة للساكنة ولرجال الأمن.
وقد أفصحت الليلة عما كان يختلج في صدور البعض من محترفي الرذيلة بجميع صنوفها ماجعل تصوراتهم وأمانيهم تصطدم بحبكة أمنية إستباقية تعرف من أين تؤكل الكتف .
وإذا تحقق للإعلام في مستواه الصوري حضور متميز فإن ما أدهش الجميع هو تصميم وعزم وقدرة الجهاز الأمني في ملاحظة ومراقبة وتتبع كل جزئيات وجغرافية المسح الأمني الذي إنتشر في المدينة عبر الأزقة، والدروب، والساحات الكبرى، وحيال الفنادق المصنفة، وأماكن الترفيه، ماقلل من نسبة كبيرة وملحوظة من الإنفلاتات التي أستطاع رجال الأمن تذويبها بصبرهم وحنكتهم وتجربتهم التي أصبحت نموذجا معترفا به أقليميا ودوليا.
ليلة رأس السنة وإن كانت إمتحانا عسيرا لرجال الأمن ومتعبا لعاشقي العدسات فإنها شكلت في كل أبعادها ضرورة تبادل الإنفتاح بين الأمني والإعلامي الذي ادرك الكل في وجوب تظافرهما لمحاربة الجريمة بكل مواصفاتها.