بين صدمة الإسبان ومحاولة الـ”كابرانات” حفظ ماء الوجه

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

النظام العسكري الجزائري وكأنه استفاق من هول الصدمة الإسبانية، يكابد لحفظ ماء الوجه عبر تصريحات يريد منها “تهديد” الجارة الشمالية لثنيها عن الموقف الذي أعلنته عبر “بيدرو سانشيز”، رئيس الحكومة هناك.

“الجزائر ستراجع كل الاتفاقيات المبرمة مع إسبانيا”، وفق ما أفاد به شكيب قايد، الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، محاولا الحصول على اهتمام الإسبان.

اللافت، أن من بين الاتفاقيات التي تحدث عنها شكيب قايد نيابة عن رمطان العمامرة الذي بلع لسانه وهو يعاين الأضرار التي تسبب فيها وهو ينفذ تعليمات العسكر، يغيب الاتفاق حول الغاز الطبيعي.

واستثنى شكيب قايد اتفاق الغاز والبترول من ضمن التي ستراجع لأنه في حال، لكنه ترك الباب مفتوحا لعدم تجديد العقود وهي العقود التي لن تنقضي مدتها قبل 2030، لكن لماذا تجنب شكيب قايد الحديث عن هذا الأمر؟

ببساطة لأن الجزائر تقتات من بيع الغاز الطبيعي لإسبانيا، وبدون المقابل الذي تحصل عليه جراء الاتفاق المبرم بين البلدين لتزويد الجارة الشمالية بـ45 في المائة من حاجياتها من الغاز الطبيعي ستفقد الجزائر حصة كبيرة من المداخيل بما يجعلها غير قادرة على اتخاذ هكذا خطوة في ظل انعدام أسواق أخرى تسوق فيها منتوجاتها.

ثم لماذا لا يرحب بالغاز الطبيعي الجزائري؟ أولا لأن الـ”كابرانات” هم من جنوا على أنفسهم وأظهروا للعالم وقبلهم إسبانيا وعبرهم أوربا أنهم قوم لا يؤمن شرهم ولا يمكن التعامل معه بسبب القرارات الفجائية التي يتخذونها بناء على أهواء صبيانية مثل قرارهم وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي.

وارتد قرار وقف العمل بأنبوب “GME” على النظام العسكري بعدما استشعر الأوربيون أنه لا ثقة في نظام الـ”كابرانات” وراحوا يبحثون بعيدا عن مزودين آخرين للغاز بعيدا عن الجزائر وحتى روسيا التي انكفأ رئيسها فلاديمير بوتين عن اتخاذ أي قرار أرعن مثل الشيوخ الذين يحكمون الجزائر.

إن فلاديمير بوتين يعي جيدا أن الخلاف مع أوكرانيا الذي أدى لاجتياح الأخيرة قد يجد له حلا بطريقة او أخرى، لكنه أبدا لم يغامر بورقة الغاز الطبيعي ويقرر وقفه عن الدول الأوربية التي تتزود به عبر عدة أنابيب غاز أشهرها أنبوب “Brotherhood”، وهو أمر يكشف أن روسيا بلاد تحافظ على عهودها وهو أمر مستحب في التعاملات بين الدول.

لكن كيف الحال إن كان هناك طرف على استعداد تام لنقض العهود مثل النظام الجزائري؟

الكل يسايره إلى حين، وهو حينذاك يتجبر ظنا منه أنه يقضي أمورا ويرمي بآثارها على الآخرين بينما هي ترتد عليه في الواقع.. وهذا أمر تعرفه إسبانيا ما جعلها تضع علاقاتها مع المغرب ومن ثمة مع الجزائر في الميزان.. فرجحت كفة المغرب ولم يبالي بعد ذلك الإسبان بزعيق العسكر.. لأنهم أعدوا العدة لبدائل أخرى عن الغاز الجزائري وغيره من الأوراق التي قد يحاول العسكر الضغط عليهم بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *