حظي اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس برئيس الحكومة الإسباني، أول أمس الخميس، باهتمام واسع من الصحافة الدولية.
ويوم الخميس، استقبل الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط، سانشيز الذي يقوم بدعوة من الملك بزيارة للمغرب، في إطار مرحلة جديدة من الشراكة بين المملكتين المغربية والإسبانية.
وأفاد بلاغ للديوان الملكي، أن هذا الاستقبال يأتي امتدادا للمحادثات الهاتفية التي جرت في 31 مارس بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، وتجسيدا للرسالة التي وجهها في 14 مارس سانشيز إلى الملك، والتي التزمت فيها الحكومة الإسبانية بتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين المملكتين، قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل.
صحيفة واشنطن بوست قالت في مقال بعنوان “رئيس الوزراء الإسباني في المغرب لإصلاح العلاقات بعد موقف بلاده من قضية الصحراء” إن أهمية المغرب الاستراتيجية ازدادت بالنسبة لإسبانيا خلال العقد الماضي. وتعتبر الرباط حاسمة في الحرب ضد الجماعات الجهادية المتطرفة وكذلك في كبح الأعداد المتزايدة من المهاجرين الأفارقة الذين يرغبون في الوصول إلى أوروبا هروبا من العنف والفقر.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن سانشيز بحاجة إلى إظهار بعض المكاسب الحقيقية من الاجتماع لمواجهة ضغوط سياسية في إسبانيا نتيجة تغيير الموقف تجاه قضية الصحراء.
وأوضحت أن مكاسب رئيس الحكومة الإسباني تتمثل في الخروج بالتزام من المغرب بإعادة فتح الحدود “تدريجيا” مع سبتة ومليلية المحتلتين، وإعادة تشغيل الحركة البحرية للعبارات التي تحمل مئات الآلاف من المسافرين من أوروبا لزيارة عائلاتهم في شمال إفريقيا في العطل.
وكالة رويترز تناولت اجتماع الملك برئيس الحكومة الإسباني، مشيرة إلى أن اللقاء الذي جاء بعد تحول الموقف الإسباني من قضية الوحدة الترابية للمغرب كان مناسبة لإصلاح العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
وأضافت أن الرباط ومدريد اتفقتا على استئناف الحياة الطبيعية في حركة نقل المسافرين والبضائع عبر المعابر البحرية والبرية. مشيرة إلى أن هذا الإجراء بمثابة شريان حياة للاقتصادات المتضررة في سبتة ومليلية اللتين تعتمدان إلى حد كبير على التجارة مع المغرب.
أما الصحيفة الألمانية DW فقد وصفت اللقاء بأنه مصالحة “تاريخية” بين المغرب وإسبانيا بعد الأزمة الدبلوماسية التي عرفتها العلاقات بين البلدين.
وأوضحت الصحيفة التي تناولت بتفصيل البيان المشترك الذي أعقب محادثات بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، أن هذه المصالحة باتت ممكنة بعدما أعلنت مدريد تأييد خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع حول الصحراء الغربية.
بدورها، أوردت فرنس 24 خبرا حول اللقاء مشيرة إلى أنه بعد قرابة العام من القطيعة الدبلوماسية، يتوجه المغرب وإسبانيا بخطى حثيثة نحو مرحلة جديدة في العلاقات بينهما، جسدها التقارب المتواصل بين الرباط ومدريد عقب إعلان الجارة الأوروبية في 18 مارس المنصرم دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، معتبرة إياه “الأساس الأكثر جدية وواقعية لحل النزاع”.
وأضافت أن العلاقات بين البلدين توترت إثر استقبال أحد المستشفيات الإسبانية في مدينة لوغرونيو شمال البلاد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي بـ”هوية مزورة” حسب وصف الرباط، التي أعربت وقتها عن “سخطها”، فيما ردت مدريد بأن غالي “كان يحمل أوراقا ثبوتية باسمه دخل بموجبها إسبانيا”، وفق ما أوردته فرانس24.
وزاد المصدر ذاته أن هذه الخلافات يبدوا انها أصبحت من الماضي البعيد، ويستعد الطرفان للانطلاق نحو المستقبل بنفس جديد، معتبرا اللقاء “مصالحة تاريخية” بين البلدين.