مند أن أعلن عنه يحيى السنوار، رئيس حركة حماس، قبل قرابة عام دون الكشف عن مدلوله، ضل الرقم 1111 أحد ألغاز إحدى أكبر حركات المقاومة الفلسطينية، إلى أن كشف عن مدلوله أخيرا عضو المكتب السياسي للحركة زاهر جبارين.
وأثار الرقم تكهنات تحاول فك شفرته، ذهب أغلبها، حسب “القدس العربي”، إلى ربطه بعدد الأسرى الذين تطلب حماس إطلاق سراحهم حال أنجزت صفقة تبادل جديدة، ليضع توضيح القيادي البارز في الحركة حدا لكل التكهنات.
وحسب نفس المصدر، تم الكشف عن مدلول الرقم 1111 في لقاء تفاعلي عبر العديد من صفحات “فيسبوك” مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس زاهر جبارين، موثق بالصوت والصورة.
وقال جبارين حين وجه له سؤال من أحد المحاورين، حول سر الرقم، بناء على تساؤلات وردت من العديد من المتابعين تم توضيحه بأحد اللقاءات التي عقدها السنوار مع قيادة الفصائل، مشيرا إلى أن الرقم مرتبط بالمواجهة المقبلة مع الاحتلال.
وأكد جبارين أن الرقم “يظهر قوة وعنفوان ومدى مراكمة القوة للمقاومة، من أجل تحرير فلسطين”.
وتابع أن السنوار، قال خلال لقائه بقيادة الفصائل بـ “شكل واضح وقاطع وصريح إن الرقم يمثل عدد الصواريخ التي تطلق في الرشقة الأولى”، في حال كانت هناك مواجهة مقبلة مع الاحتلال، لافتا إلى أن العدد قد يزيد.
وخلال اللقاء التفاعلي، أكد جبارين أن المقاومة “ثبتت معادلة مراكمة القوة والاستعداد لمعركة التحرير”. وأضاف “زمن الاعتداءات على أبناء شعبنا الفلسطيني قد ولى، ودولة الاحتلال دولة سراب”. وأضاف “طلبنا الأساسي إنهاء الاحتلال عن أرضنا، ونرغب بأن نعيش بأمن وسلام، لكن ليس على حساب كرامتنا أو مقدساتنا”.
كما أكد أن الاحتلال غير جاد في تنفيذ صفقة تبادل للأسرى، وقال “هنالك عهد ووعد من قيادة حماس بالسعي لإنهاء ملف الأسرى”.
وكان السنوار أدلى بتصريحات صحافية، ذكر فيها رقم “1111” في نهايات شهر مايو/ايار من العام 2021، وذلك بعد انتهاء زيارة وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، للقطاع، والتي جاءت بعد أيام من انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، والتي كانت مصر أحد الوسطاء الرئيسيين فيها.
وقتها قال السنوار “سجِّلوا على المقاومة مقاومتكم في قطاع غزة وسجلوا على حركة حماس، وعلى كتائب عز الدين القسام الرقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيداً حين تُعلن التفاصيل”.
ولم يوضح السنوار ما الذي يقصده حين طرح ذلك الرقم، وهو ما فجر وقتها موجة تكهنات كبيرة، شارك فيها محللون سياسيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت غالبيتها ترى أن الرقم مرتبط بعدد الأسرى الذين تطلب حركة حماس إطلاق سراحهم، في حال أنجزت صفقة تبادل الأسرى الجديدة مع إسرائيل. وما دفع بذلك الاحتمال للواجهة، هو احتفاظ حماس بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان تخفي أي معلومات عنهم، خاصة وأن الحركة أطلقت بموجب صفقة التبادل التي أبرمت عام 2011، سراح 1027 أسيرا.
وما كان يبعد فرضية المواجهة والصواريخ، هو أن السنوار أدلى بهذه التصريحات بعد أيام من انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، والتي دامت 11 يوما، واستخدمت فيها إسرائيل قوة تدمير كبيرة، أوقعت مئات الشهداء والجرحى.
يشار إلى أن تصريحات جبارين، كشفت أيضا عن تداول الرقم خلال اجتماع الفصائل الفلسطينية الذي عقد مؤخرا في مكتب السنوار في غزة، والذي أعلنت فيه الفصائل رفع درجة التأهب والاستنفار، بسبب ما كان يجري في القدس والمسجد الأقصى من هجمات إسرائيلية. ويدلل ذلك أن الأمور وقتها كادت تصل إلى مواجهة مسلحة، خاصة في ظل تلويح السنوار خلال الاجتماع بهذا الرقم من جديد.