ماذا لو فتحت السلطات الجزائرية أجواءها أمام طائرة المنتخب المغربي!؟ كيف سيتلقى المغاربة هذه الخطوة؟ وكيف ستسهم في إطفاء مشاعر الحقد المجاني لدى فئة من الجزائريين؟ لكنها للأسف اختارت الإستمرار في التصعيد ضد المغرب، واعتبرت ملتمس هذا الأخير إملاءً للأوامــر وسياسة فرض الأمر الواقع، وجيشت وسائل إعلامها ضد المغرب ومسؤوليه.
تجييش السلطات الجزائرية للإعلام لم يكن سياسة للهروب إلى الأمام ومحاولة التأثير على الإتحاد الإفريقي لكرة القدم لإدانة المغرب فقط، بل كان هدفه كذلك هو تجييش فئة من الشعب الجزائري وتحريضه ضد إخوته المغاربة وإظهار المملكة و مسؤوليها كأنهم خطر يهدد الأراضي الجزائرية، وهو ما نجحت فيه، للأسف، بنسبة معينة واستطاعت أن تجعل المغرب عدوا في عيون فئة من الشعب الجزائري.
نجاح النظام الجـزائري في ترويض فئة معينة من الشعب هناك، ظهر في بداية الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يهاجم البعض من الجزائريين كل ما هو مغربي من شخصيات و رموز وإنجازات، قبل أن يتبين بشكل جلي خلال حفل افتتاح كأس إفريقيا للمحليين حين صدحت حناجر العشرات من القاصرين الجزائريين بشعارات تهاجم المغاربة وتصفهم بـ”الحيوانات”، ما يؤكد بجلاء أن السموم التي كان الإعلام الجزائري ينفثها ضد المغرب والمغاربة أعطت أكلها لدى البعض.
الهجوم على المغرب وزرع بذور الكراهية ضد كل ما هو مغربي؛ لم يقف عند حدود حظر الطائرة المغربية و منع الشباب المغربي من المشاركة في “الشان”، ولم يقتصر على تهييج البعض من الشعب الجزائري ضد أشقائه المغاربة، بل تجاوزه لاستغلال مناسبة افتتاح ملعب رياضي للتحريض ضد وحدة تراب المملكة المغربية من خلال استغلال شخص محسوب على عائلة نلسون مانديلا.
فرصة كأس إفريقيا للمحليين المقامة حاليا بالجزائر كانت فرصة سانحة لتطبيع العلاقات بين البلدين وتقريب الشعبين الشقيقين، إلا أن الوقائع أكدت أن السلطات الجزائرية استغلتها لتأزيم العلاقات الدبلوماسية بشكل أكبر و زرع الكراهية في نفوس وعقول فئة من الشعب الجزائري؛ خاصة الأطفال والشباب، ما يجعل الوضع القائم اليوم يطول إلى أن يزول “العسكر” الذي يحكم الجزائر بقبضة من حديد يوما ما.