تم اليوم الجمعة، بالمدينة الحمراء، إطلاق خدمة الشباك الوحيد “Kech.Cab” المخصص للطلبات المسبقة وحجوزات سيارات الأجرة، والذي يرتكز على التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال، لفائدة المسافرين عبر مطار مراكش – المنارة.
ونظم، بهذه المناسبة، حفل، حضره، على الخصوص، والي جهة مراكش – آسفي ، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، والمديرة العامة للمكتب الوطني للمطارات، حبيبة لقلالش، وفاعلون ومسؤولون من قطاع السياحة، ورؤساء المصالح الخارجية، وكذا شخصيات أخرى.
وتم الشديد، في هذا الإطار، على مختلف الحلول والمستجدات، وكذا على تفرد هذا المشروع الموجه، في نهاية المطاف، إلى تعزيز وتحسين تنقل المسافرين فور وصولهم.
شباك “التاكسي” بمطار مراكش.. خطوة لقطع الطريق على المحتالين تصطدم بمخاوف مهنيين
هكذا، وعند وصولهم إلى المطار وبعد استلام أمتعتهم، يتم توجيه المسافرين الراغبين في التنقل بواسطة سيارات الأجرة، بواسطة علامات تشوير واضحة وملائمة نحو هذا الشباك، الذي يوجد عند مخرج “محطة الوصول”، لطلب سيارة أجرة، وللدفع المسبق لخدمة النقل نقدا أو بواسطة بطاقة بنكية.
وأوضح المكتب الوطني للمطارات أن مقابل النقل المحدد من طرف السلطات المختصة معروف مسبقا، ومحدد بصورة جزافية حسب الوجهة.
وأضاف أنه يتم السداد مقابل وصل، الذي يتعين على المسافر مسحه ضوئيا على إحدى آليات الخدمة الذاتية المخصصة لهذه الخدمة، وأن المسافر يحصل، بعد ذلك، على تذكرة تبين رقم سيارة الأجرة ورتبتها في طابور الانتظار.
ويمكن إجراء مرحلة الطلب المسبق والدفع المسبق عبر شبكة الانترنت من خلال موقع إلكتروني مخصص لهذا الغرض: order.kech.cab أو عبر إحدى آليات الخدمة الذاتية التي سيتم وضعها مستقبلا.
السلطات تسير نحو الشباك الواحد بمطار مراكش للحد من “تلاعبات” سيارات الأجرة
أما سيارات الأجرة التي تربط بين المطار ومدينة مراكش، فهي مسجلة مسبقا في تطبيق معلومياتي، وفرته لها المقاولة المزودة بالخدمة، حيث يحصل أصحابها على علامة لاسلكية لإلصاقها على سيارتهم، وشارة تعريف تؤهلهم لتقديم هذه الخدمة.
وأوضحت السيدة لقلالش، في تصريح للصحافة، أن هذا المشروع يندرج في إطار المجهودات التي يبذلها المكتب الوطني للمطارات لتوفير تجربة مثلى للمسافرين بهذا المطار، عبر تطوير الربط الطرقي للمطار مع مدينة مراكش، وهو ما سيمكن من تفادي التلاعبات في الأسعار ووضع حد لكل الممارسات المخالفة للقانون، مبرزة أن المكتب أطلق بتنسيق مع السلطات المحلية لمدينة مراكش طلب إبداء الاهتمام، الذي أفضى إلى اختيار المقاولة المغربية الناشئة “Casky” من أجل تنظيم وعصرنة ورقمنة خدمة النقل بواسطة سيارات الأجرة انطلاقا من هذا المطار.
وأضافت أن هذه الخدمة تشتغل بواسطة واجهة معلوماتية متعددة اللغات على مدار اليوم والأسبوع، حيث تمكن من تدبير الطلبات المسبقة وطباعة تذاكر حجوزات سيارات الأجرة وتدبير طوابير الانتظار لسيارات الأجرة والزبائن، مع الأخذ بعين الاعتبار سداد مقابل خدمات النقل وتدبير شكايات الزبائن.
وأشارت لقلالش إلى أن هذا النظام يمكن، أيضا، من توفير معطيات آنية من أجل التتبع والمراقبة من طرف لجنة أنشئت من طرف عمالة مراكش لهذا الغرض.
وخلصت، استناد على الأرقام، إلى أن هذا المشروع لا يمكنه إلا أن يزيد أكثر في دينامية، وهذه الجاذبية التي يعرفها مطار مراكش – المنارة الدولي، ثاني أهم مطار بعد مطار محمد الخامس بالدار البيضاء.
وعبر رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، والمجلس الجهوي للسياحة مراكش- آسفي، حميد بن الطاهر ، في تصريح مماثل، عن سعادته بحضور حفل إطلاق هذا المشروع الهام، مذكرا بأن الأمر يتعلق هنا برفع تحد كبير طال أمده، ممثلا في كيفية تحسين تجربة الزوار، ولاسيما تنظيم نقل المسافرين لدى وصولهم إلى المطار.
وقال إن “سلطات ولاية مراكش – آسفي قامت بعمل كبير من أجل تحويل أمر صعب إلى حل، بفضل، أيضا، تعاون نقابات سيارات الأجرة، والمكتب الوطني للمطارات وكافة الفاعلين الذين أبانوا، مرة أخرى، على أنه يمكننا، عندما نريد، تحويل أمر صعب إلى فرصة”.
وأعرب عن الأمل في أن يتم تعميم وتطوير هذا الحل المبتكر لتدبير تنقل سيارات الأجرة وتحسين تجربة الزوار المغاربة والدوليين، على مستوى محطات النقل الطرقي ومحطات القطارات، في أهم الوجهات السياحية، وكذا على مستوى مؤسسات الإيواء، مهنئا مدينة مراكش على هذه الخطوة الكبيرة التي قطعتها.
وتجدر الإشارة إلى أنه وبالإضافة إلى الاستعدادات الأولية الضرورية لوضع هذه الخدمة الجديدة، فقد واكب المكتب الوطني للمطارات هذا المشروع عبر عدة تدابير مهيكلة أخرى، ممثلة في وضع علامات تشوير واضحة داخل وخارج المطار، وإعادة تنظيم منطقة الانتظار عند الوصول مع تحديد المسار المؤدي إلى شباك سيارات الأجرة، وإعادة تهيئة المسالك المرورية على مستوى ممرات الولوج والخروج بالمطار وعلى مستوى المحطة الرئيسية لسيارات الأجرة (القاعدة الخلفية)، لاسيما عبر وضع علامات ضوئية ملونة، ومنح شروط تفضيلية للمزود بهذه الخدمة.
وأشار المكتب الوطني للمطارات إلى أنه سيعمل على تعميم هذه الخدمة على مطارات أخرى، مسجلا أنه سيظل حريصا على الارتقاء بجودة الخدمات إلى أعلى المستويات، وفقا لأفضل المعايير على المستوى الدولي، حتى تكون المطارات المغربية واجهة مشرقة للمغرب، وعامل جذب للسياح وللمستثمرين على حد سواء.