المرزوقي يدعو إلى “مصالحة تاريخية” بين المغرب والجزائر بعد قرار مجلس الأمن
في خضم الزخم الدبلوماسي الذي أحدثه القرار الأخير لمجلس الأمن الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، دعا الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي إلى ما وصفه بـ”المصالحة التاريخية” بين المغرب والجزائر، معتبراً أن “الوقت قد حان لتجاوز الخلاف حول الصحراء، وبعث الروح في الاتحاد المغاربي”.
وقال المرزوقي في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”:
“آن الأوان للمصالحة التاريخية بين الأشقاء لتجاوز عقبة الخلاف حول الصحراء… آن الأوان لإخراج الاتحاد المغاربي من غرفة الإنعاش”.
وأكد الرئيس التونسي الأسبق أن شعوب المنطقة تتطلع إلى فضاء مغاربي موحد، تسوده الحريات الخمس التي وصفها بأنها “حقوق المواطنين وواجبات الدول”، وتشمل حرية التنقل، وحرية الاستقرار، وحرية العمل، وحرية التملك، وحرية المشاركة في الانتخابات المحلية.
وأضاف المرزوقي قائلاً:
“نعم، آن الأوان ليتغلب صوت الحكمة والعقل والمصلحة العامة، إذ لا طريق غير هذا حتى تصبح أوطاننا الأرض التي نهرب إليها لا التي نهرب منها، ولا بد للّيل أن ينجلي”.
وتأتي دعوة المرزوقي في أعقاب القرار الأممي الذي اعتمده مجلس الأمن مساء الجمعة 31 أكتوبر 2025، والذي جدّد دعمه لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية عام 2007، باعتباره الإطار الجاد والواقعي لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء.
وقد حظي القرار بتأييد 11 دولة، مقابل امتناع 3 دول عن التصويت، دون اعتراض من أي دولة دائمة العضوية، في حين لم تشارك الجزائر في عملية التصويت. وقرّر المجلس تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” حتى 31 أكتوبر 2026.
وتفاعل الشارع المغاربي والعربي بشكل واسع مع هذا القرار الذي وُصف بأنه “تحول تاريخي” في مسار القضية، و”انتصار دبلوماسي للمغرب”، خصوصاً في ظل دعوات متزايدة لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الرباط والجزائر.
وكان جلالة الملك محمد السادس نصره الله قد وجه في خطابه إلى الأمة مساء اليوم ذاته، دعوة صريحة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإجراء “حوار أخوي وصادق” بين البلدين، قائلاً:
“أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون لحوار أخوي صادق بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة وروابط الأخوة وحسن الجوار.”
ويرى مراقبون أن دعوة المرزوقي تندرج في إطار تحركات فكرية وسياسية مغاربية تطالب بإحياء الاتحاد المغاربي، بعد أكثر من عقدين من الجمود، مستفيدة من المناخ الإيجابي الذي خلفه قرار مجلس الأمن، والدعوة الملكية إلى فتح صفحة جديدة من التعاون بين الرباط والجزائر.