تواكب الصحافة الموريتانية ما يحدث في معبر الكركرات، بكثير من الامتعاض والتنديد بابتزازات وتحركات البوليساريو، حيث أجمعت على إدانة محاولات إغلاق المعبر الحدودي، في عدة مقالات وتحليلات سياسيين.
دعم الحكومة الجزائرية
وأوردت “الوئام” أن “الجبهة الانفصالية لم تكن لتتمادى في هذا الخيار الخطير لولا الدعم الذي تتلقاه من الحكومة الجزائرية لمضايقة المغرب، رغم ما ينطوي عليه ذلك من خرق لإطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة منذ العام 1991، مضيفة “أن هذا الإجراء، وإن كان موجها في الظاهر ضد المغرب، إلا أن موريتانيا هي من تدفع ثمنه بالدرجة الأولى، نظرا لاعتماد سوقها المحلي على التموين من مادة الخضار القادم عبر الشاحنات من الجارة الشمالية المغرب”.
وبحسب المصدر ذاته فإن تعطيل الحركة داخل معبر الگرگرات من شأنه أن يضاعف أسعار الخضراوات في الأسواق الموريتانية، وهو في النهاية عقاب مباشر للمستهلك الموريتاني وتحد سافر لقيادتها، واستهتار واضح بمصالح البلد وسيادته، وتلاعب خطير بأمنه الغذائي، مشيرة إلى أن “موريتانيا تستفيد من انسياب الحركة في معبر الگرگرات من تصدير الأسماك إلى الأسواق الأوروبية”.
وفضلا عن كل ذلك، فإن مئات التجار الموريتانيين يستخدمون المعبر لتصدير بضائعهم المختلفة، وأغلبها من الثياب، واستجلاب مختلف أنواع البضائع من أسواق المغرب إلى الأسواق الموريتانية، وهو ما يوفر آلاف فرص العمل في موريتانيا، تقول الصحيفة، التي خلصت إلى أن ما تقوم به جبهة البوليساريو، بتزكية وتواطؤ مع حكومة الجزائر، يعتبر محاولة لضرب الاقتصاد الموريتاني في الصميم، رغم ما تحمله الخطوة من شعارات تربطها بالنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، ومتسائلة على لسان محللين “كيف سيتصرف النظام الموريتاني تجاه من يحاول العبث بمصالح البلد، أبا كانت الشعارات التي يرفعها، والأهداف التي يسعى للوصول إليها”.
ورطة حقيقية
من جهتها، قالت وكالة الشاطئ الموريتانية إن في عنوان البوليساريو “في ورطة حقيقية بسبب خطة إغلاق معبر الكركرات الفاشلة”، موردة في المقال أن قادة جبهة البوليساريو الانفصالية يعقدون اجتماعات مكثفة بحثا عن حل يخرجهم من مأزق “خطة إغلاق معبر الكركرات” التي تورطوا فيها، مؤكدة أن التحذير الصادر عن الأمم المتحدة من مغبة عرقلة الحركة التجارية بالمعبر وضعف عدد المشاركين في المسيرة الزعومة بعثر أوراق الجبهة التي كانت تراهن على فرقعة إعلامية لم تحصل.
صحيفة موريتانية أخرى اعتبرت أن إغلاق المعبر ضربة بالغة التأثير لكل المصالح الموريتانية، سواء على مستوى الإيراد أو على مستوى التصدير، أو على مستوى الدخل. فعلى مستوى الإيراد، تشرح أن إغلاق المعبر يعني خنق السوق الموريتانية حيث يسبب عجزا في الكميات والمستلزمات الأساسية في الأسواق المحلية، فضلا عن البضائع الأخرى.
كما أن من شأن إغلاق المعبر وضع المستهلك الموريتاني بين فكي كماشة، تقول الصحيفة، على اعتبار أن هناك الأزمة الغذائية العالمية، حيث قامت معظم الدول بإيقاف تصدير بضائعها واحتكارها للاستهلاك المحلي تحسبا لأزمات أكثر تعقيدا في ظل التدابير الاحترازية العالمية ضد وباء كوفيد 19.
وهو ما تفادته موريتانيا حيث أبرمت اتفاقا مع السلطات المغربية، يقضي بأن يظل المعبر مفتوحا من أجل تزويد السوق الموريتانية بالبضائع ، فظلت الأسواق المحلية عامرة بكل أصناف البضائع والمنتوجات المغربية رغم جائحة كوفيد 19.
محاولات للإضرار بالاقتصاد الموريتاني
وعلى مستوى آخر من الإضرار بالمصالح الموريتانية، تورد صحيفة شنقيط أن هناك تأثيرا على الدخل القومي للبلد، حيث يدرك الكل أن أي شاحنة أو سيارة تمر عبر هذا المعبر تدفع ضريبة معتبرة للسلطات الموريتانية وهو ما يشكل مصدرا هاما للدخل تحرص كل دول العالم على المحافظة عليه، باعتباره موردا اقتصاديا هاما وخالصا ولا يحتاج استثمارات ولاخبرات..
المصدر ذاته أكد أن هذه “حقائق يعيها جيدا قادة الانفصاليين، لذلك اعتبر المتابعون أن إغلاق المعبر هو بالأساس بمثابة إعلان حرب اقتصادية ضد موريتانيا، من طرف “البوليساريو، مضيفة أن الشاحنات المغربية لن تتمكن من العبور ببضائعها إلى السوق الموريتانية بل والعديد من الأسواق في دول المنطقة، لكن أقصى ما في الأمر أن تعود الشاحنات المغربية إلى وطنها وتخزن حمولتها.
العلاقات الجيدة أول عراقيل هذه المحاولات
وفي مقال آخر قالت جريدة المرابع ميديا المنتشرة أنه “لاشك في أن العلاقات المغربية الموريتانية ضاربة في التاريخ تنظمها وشائج التاريخ والجغرافيا والثقافة وهي أمور ظل المغرب دوما يحرص عليها ويعمل على تنميتها باضطراد”، مشيرة إلى أن “مواقف المملكة واضحة أما الانفصاليون فلا يصل موريتانيا منهم إلا الضرر وغاية ما في الأمر أن يكفوا أذاهم وهو أمر غير دائم فسرعان ما تنبري مجموعة منهم تحت عناوين ويافطات مختلفة وتلحق الأذى والضرر بمصالح موريتانيا وكل أزمة داخل المخيمات تجد أثرها في محاولات الانفصاليين الإضرار بالمصالح الموريتانية”.