ودب الرعب في صفوف الكابرانات، خصوصا والدب الروسي يعتبر حليفا كبيرا وتقليديا على المستوى الدولي، منذ حقبة الاتحاد السوفياتي، حيث كانت روسيا دائما مدافعا منافحا عن المصالح والأطروحات الجزائرية.
هذا، وأعد “المركز الروسي للبحوث الاستراتيجية والدراسات الدولية”، التابع لوزراة الخارجية الروسية، تقريرا مهما حول العلاقات بين المغرب وروسيا.
وأشار صراحة، إلى أن من أهم الدول التي يجب أن تُركز عليها روسيا في إفريقيا، المغرب الذي يعتبر المفتاح الذي سيمكن موسكو من تغيير الوضع الإستراتيجي في المنطقة لِصالحها، مشيرا في الوقت ذاته إلى إن الغرب قد وضع العديد من الصعوبات والتحديات أمام روسيا تجاه مجهوداتها في تطوير شراكاتها الاقتصادية مع إفريقيا ،ولا ينبغي لروسيا أن تتكاسل أمام هذه العراقيل في السعي لكسب ود الدول الإفريقية.
وقال المعهد الروسي الرسمي، إن العلاقات المغربية-الروسية عرفت تطوراً كبيرا في السنوات العشر الأخيرة، فالمنتوجات الفلاحية المغربية التي تدخل الأسواق الروسية تتمتع بسمعة طيبة، وتتميز بجودة عالية أكسبتها مكانة خاصة لدى المستهلك الروسي…كما أن السياح الروس تزايد توافدهم على المغرب بصفته وجهة سياحية متميزة.
وشدد التقرير الروسي، على أن الموقع الجغرافي والاستقرار السياسي في المغرب، يمثل فرصة تاريخية لروسيا قصد البحث عن منفذ دائم وحيوي بإفريقيا الغربية.
من جهة أخرى أشار المعهد الروسي في تقريره الرسمي، إلى أن الديبلوماسية الأمريكية وجهت لروسيا ضربة استباقية، كان لها الوقع الكبير على التنافس الجيوستراتيجي بين موسكو وواشنطن…حيث أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، “جعل الموقف الروسي شبه عدائي للمغرب الذي تربطنا معه علاقات ومصالح استراتيجية”.
ليعود بعدها الجانب الروسي، ويعدد أهم الاتفاقيات بين الطرفين، كإعلان الشراكة الإستراتيجية الروسية-المغربية في سنة 2002، مرورا بعدة اتفاقيات تعاون بين موسكو والرباط، والتي وقعت سنة 2016 وشملت عدة مجالات، بالإضافة إلى اتفاقية الصيد البحري بين الطرفين.
ومباشرة بعد تعداد أهم الاتفاقيات والشراكات التي تجمع البلدين، أوصى التقرير الدولة الروسية بضرورة اتباع نهج متوازن ودون أي انحياز إزاء ملف التسوية في الصحراء، ويجب عليها دعم دور بعثة “المينورسو” وكذلك مجهودات المبعوث الأممي وتسهيل عمله في هذا الإطار، وكذلك يجب على روسيا مع شركائها الكبار في مجلس الأمن أن تساهم في تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف الحوار وتقدم العملية السلمية.
وجاء في تقرير المعهد الروسي الرسمي:”روسيا مطالبة بتعزيز نفوذها في منطقة المغرب العربي وهذا لا يمكن أن يتم إلا بتعزيز علاقاتها الإستراتيجية مع المغرب خصوصا وأن فرنسا تحاول أن تجعل من الجزائر نقطة ارتكاز لاستعادة دورها في الشمال الإفريقي على ضوء تداعيات الأزمة الليبية والأوضاع المتأزمة في تونس والقطيعة بين الجزائر والمغرب بسبب تباين موقفهما من قضية الصحراء”.
ويختتم التقرير الروسي بالقول:”إن فتور العلاقات الفرنسية-المغربية على ضوء مطالبة ملك المغرب فرنسا بالاعتراف بمغربية الصحراء عامل مهم يجب على روسيا استغلاله لصالحها…”.