قال شقيق الطفل أحمد الذي انتحر في نواحي إقليم إفران في المغرب، إن الرسالة التي تركها الراحل لم تزد عن جملة واحدة، وهي “أحبك أمي.. وأخي.. وأختي”، متحدثًا عن أن انتحار أحمد، الذي توفي عن عشر سنوات، كان مفاجأة وشكّل صدمة للأسرة لأن الطفل لم يوحِ أبدًا بهذه النية.
وتحدث إسماعيل، تلميذ يدرس في التعليم الثانوي، عن أنه توجه مع الأسرة ككل، أي الأم وأحمد وشقيقه أخرى، إلى السوق يوم الأحد الماضي لشراء عدد من لوازم البيت ومنها أدوات وكتب يحتاجها أحمد، إلّا أن هذا الأخير، وفي منتصف الطريق، أخبر شقيقه أنه يرغب بالعودة إلى البيت حتى يلعب مع أصدقائه، معطيًا ورقة اللوازم المدرسية إلى إسماعيل حتى يجلبها له.
وأضاف المتحدث أن الأسرة ولما انتهت من شراء أغراضها، عادت إلى البيت، وكان هو أوّل من دخل، وبعدها نادى على شقيقه إلّا أن هذا الأخير لم يستجب، فظن إسماعيل أن أحمد في الخارج يلعب، قبل أن يلتفت ويكتشف منظر شقيقه معلّقًا من الجدار بعدما استخدم كابل المطبعة الصغيرة لشنق نفسه.
ولم تكتشف الأسرة سبب إقدام أصغر أفرادها على الانتحار، فالرسالة التي كتبها بخط يده لم تتجاوز عبارة “أحبك أمي.. وأخي.. وأختي”. ونفى إسماعيل أن يكون أحمد يعاني من مشاكل نفسية بسبب انفصال والديه: “لم يظهر عليه ذلك أبدًا.. كان يحتل دائمًا المراتب الأولى في المدرسة، كما كان يمارس الرياضة ولم يسبق له أن خلق لنا شجارًا”.
وحول ما ترّدد من أخبار أرجعت سبب الانتحار إلى فقر الأسرة وعدم قدرتها شراء محفظة للإبن، قال إسماعيل: “لا ندري كيف صدرت هذه الأخبار، لا يمكن لطفل أن ينتحر بسبب غياب المحفظة. كما أننا لا نعيش أبدًا حالة فقر، فالوالد يرسل لنا مصروفًا شهريًا ووالدتي لا تذخر مجهودًا في تربيتنا”.