عودة المهاجري إلى “البام”… قراءة في توقيت وتداعيات قرار القيادة الجماعية
أعلنت القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم السبت، عن قرارها بعودة القيادي والبرلماني المثير للجدل، هشام المهاجري، إلى المكتب السياسي للحزب، وذلك بعد تجميد عضويته لقرابة سنتين.
جاء هذا الإعلان على لسان المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية، فاطمة الزهراء المنصوري، خلال أشغال المجلس الوطني في دورته الثلاثين.
تعود خلفية تجميد عضوية المهاجري إلى نونبر 2022، حيث أقدمت الأمانة العامة السابقة للحزب على هذه الخطوة وإحالة ملفه إلى لجنة الأخلاقيات، بسبب خلافات داخلية، وخصوصًا مداخلة له بمجلس النواب هاجم فيها رئيس الحكومة.
دوافع محتملة لعودة المهاجري: هل هي مناورات انتخابية؟
تثير عودة المهاجري إلى واجهة المشهد الحزبي داخل “البام” تساؤلات عدة حول الأسباب الكامنة وراء هذا القرار، خاصة بعد فترة التجميد الطويلة وما صاحبها من جدل و يمكن قراءة هذه العودة من زوايا متعددة:
ـ لم الشمل الحزبي وتعزيز الوحدة: قد تكون القيادة الجماعية الجديدة تسعى إلى تجاوز الخلافات الداخلية التي شهدها الحزب في الفترة السابقة، وجمع شتات مكوناته استعدادًا للمراحل القادمة. فعودة شخصية بحجم المهاجري، المعروف بقاعدته الانتخابية ونفوذه، قد تهدف إلى تقوية الصفوف الداخلية.
ـ الاستفادة من “ثقل” المهاجري السياسي والانتخابي: يتمتع هشام المهاجري بشخصية قوية وحضور برلماني لافت، إضافة إلى قاعدة انتخابية لا يُستهان بها بإقليم شيشاوة. في سياق يقترب من موعد الاستحقاقات الانتخابية القادمة (التي وإن كانت لا تزال بعيدة نسبيًا، إلا أن الأحزاب تبدأ استعداداتها مبكرًا)، فإن عودة شخصية بهذا الثقل يمكن أن تكون إضافة نوعية للحزب لتعزيز حظوظه.
ـ تكتيك سياسي لمواجهة التحديات: قد تكون القيادة الجديدة للحزب تسعى إلى الاستفادة من تجربة المهاجري في الدفاع عن مواقف الحزب ووجهات نظره، لا سيما في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة. فقدرته على إثارة الجدل يمكن أن تتحول إلى ورقة سياسية للحزب.
– تغيير في الرؤى الداخلية للحزب: من الممكن أن تكون القيادة الجماعية قد تبنت مقاربة مختلفة في التعامل مع الأصوات المنتقدة أو المتباينة داخل الحزب، مفضلة الاحتواء على الإقصاء، إيمانًا منها بأن التنوع في الآراء يثري العمل الحزبي.
ارتباط القرار بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة:
بالنظر إلى أن مدة التجميد استمرت لعامين تقريبًا، وأن قرار العودة يأتي في هذه المرحلة، فمن الصعب فصله تمامًا عن التحضير لمواعيد الاستحقاقات الانتخابية القادمة. فغالبًا ما تشهد الأحزاب السياسية، مع اقتراب المواعيد الانتخابية، تحركات لإعادة ترتيب بيتها الداخلي، وتفعيل جميع طاقاتها وكوادرها لضمان أفضل تمثيل ممكن.
عودة المهاجري، بما يمتلكه من تأثير انتخابي، قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع لحزب الأصالة والمعاصرة لتعزيز مواقعه وتحسين نتائجه في الانتخابات المقبلة.
و تبقى هذه العودة محط ترقب لملاحظة مدى تأثيرها على المشهد السياسي الداخلي للحزب، وعلى علاقته بباقي الفاعلين السياسيين، لا سيما رئيس الحكومة الذي كان المهاجري قد وجه له انتقادات سابقة.