احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
في لحظة سياسية تميزت بكثافة الحضور وتعدد الرؤى، احتضنت مدينة بني ملال يوم السبت 14 يونيو 2025 أشغال ندوة وطنية كبرى حول موضوع “الجهوية المتقدمة: الواقع والآفاق”، نظمتها لجنة السياسات العمومية المنبثقة عن المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، بشراكة مع الأمانة الجهوية للحزب بجهة بني ملال-خنيفرة والمجلس الجهوي.
حضور سياسي وازن ونقاش في العمق
الندوة عرفت حضوراً وازناً لقيادات الحزب، في مقدمتهم نجوى ككوس، رئيسة المجلس الوطني، وأحمد اخشيشن، رئيس أكاديمية الحزب، إلى جانب يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، وأديب ابن براهيم، كاتب الدولة المكلف بالإسكان، وأعضاء من المكتب السياسي من بينهم عادل بركات، خليد حاتيمي، ومولاي هشام المهاجري، إضافة إلى منتخبي الحزب ومناضلاته ومناضليه بالجهة.
المهاجري: لا تنمية جهوية بدون إصلاح تشريعي ومساءلة
في تدخل دقيق ومباشر، اعتبر مولاي هشام المهاجري، النائب البرلماني وعضو المكتب السياسي، أن ورش الجهوية المتقدمة في المغرب لا يزال يواجه إشكالات هيكلية، أبرزها التناقضات القانونية وعدم وضوح أدوار المجالس الجهوية، داعياً إلى خلق أرضية قانونية حقيقية تُمكِّن من الانتقال من “جهوية النوايا” إلى “جهوية الإنجاز”.
أخشيشن: الجهوية خيار استراتيجي وركيزة للعدالة التنموية
من جهته، أبرز أحمد اخشيشن أن الجهوية المتقدمة ليست مجرد تنظيم إداري، بل خيار استراتيجي أراده جلالة الملك محمد السادس نصره الله لتكريس العدالة المجالية وتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف أن حزب الأصالة والمعاصرة، سواء من موقعه كقوة معارضة أو ضمن الأغلبية، ظل دائمًا صوتاً اقتراحياً في النقاش العمومي الوطني، مشدداً على ضرورة نقل حقيقي للاختصاصات، وتفعيل القوانين التنظيمية، وتوفير تمويل كافٍ ومتوازن، ومأسسة التقييم والمحاسبة.
حاتيمي: الاستثمار الخاص مفتاح التنمية الجهوية
وفي مداخلة اتسمت بالواقعية، أكد خليد حاتيمي أن تنزيل الجهوية المتقدمة لا يمكن أن يكون بنسخة موحدة أو سريعة، بل يتطلب مقاربة مرنة، تقوم على تأهيل النخب السياسية وتحرير المبادرة الاستثمارية من القيود التقليدية. ودعا إلى تجاوز التمويل العمومي الكلاسيكي، والانفتاح على آليات الشراكة مع القطاع الخاص.
روح حزبية متجددة ورسائل واضحة
اللقاء لم يكن فقط مناسبة لطرح الإشكالات، بل كان أيضاً فرصة لإبراز دينامية الحزب الداخلية. فقد شدد المهاجري على أن المشروع الحزبي لا يكتمل بدون انخراط مناضلات ومناضلي الحزب في النقاش العمومي وفي صناعة القرار من داخل المؤسسات، مستحضراً الروح التأسيسية التي قامت على الإنصات، التأطير، والاشتغال الميداني.
نقاش استراتيجي في زمن التحولات
الندوة، التي جاءت في سياق إعادة ترتيب الأولويات التنموية بالمغرب، سلطت الضوء على ورش الجهوية المتقدمة كأحد الملفات الكبرى التي تتطلب ليس فقط إرادة سياسية، بل إعادة هيكلة في الرؤية والتنفيذ والتقييم. وهو ما أكد عليه المشاركون باعتباره السبيل الأمثل لتقليص الفوارق المجالية وضمان تنمية منصفة لجميع جهات المملكة.