الملتقى الثاني للتكنولوجيا التربوية بشيشاوة … دفعة قوية نحو تعليم رقمي دامج ومبتكر
اختتمت فعاليات الملتقى الثاني للتكنولوجيا التربوية بشيشاوة، الذي نظمته المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تحت شعار “التعليم الرقمي ورهانات مدرسة الغد”.
وشهد الملتقى، الذي امتد على مدار يومين (الجمعة 13 والسبت 14 يونيو 2025)، زخمًا من الأنشطة الهادفة إلى ترسيخ الرقمنة في المنظومة التعليمية وتجويد التعلمات، في إطار تفعيل القانون الإطار 17-51 وخارطة الطريق 2022-2026.
زيارات ميدانية وافتتاح استراتيجي
استهل الملتقى فعالياته صباح يوم الجمعة بزيارات ميدانية لمراكز الفرصة الثانية – الجيل الجديد – بكل من شيشاوة وسيدي المختار، وامتدت لتشمل مركز ابن الهيثم بإيمنتانوت صباح السبت. وقد قام بهذه الزيارات ممثلو مديرية التمدرس الاستدراكي والمدرسة الدامجة بالوزارة، بحضور المدير الإقليمي وممثلين عن جمعية مؤسسة النواة للحقوق والتنمية، الشريك الأساسي في تسيير هذه المراكز.
وفي مساء اليوم نفسه، شهدت قاعة العلاوي بثانوية الإمام البخاري التأهيلية الجلسة الافتتاحية للملتقى. وقد ألقى السيد المدير الإقليمي كلمة افتتاحية أكد فيها على أهمية التعليم الرقمي، تلتها كلمات لممثلي الإدارة المركزية والجمعيات الشريكة، بحضور لفيف من الشخصيات الرسمية والفاعلين التربويين والجمعويين.
و توجت الجلسة الافتتاحية بتوقيع ثلاث اتفاقيات شراكة وتعاون استراتيجية. الاتفاقيتان الأوليتان جمعتا المديرية الإقليمية بكل من جمعية مؤسسة النواة للحقوق والتنمية وجمعية القلم لنساء ورجال التعليم، وركزتا على محاربة الهدر المدرسي وتشجيع وتطوير استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال لدى الأطر التربوية والتلاميذ. أما الاتفاقية الثالثة، فجمعت بين جمعية مؤسسة النواة للحقوق والتنمية وشركة OUMA FILM، بهدف إحداث تكوينات إشهادية في مجالي السينما والسمعي البصري بمراكز الفرصة الثانية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتأهيل المهني.
نقاشات معمقة وورشات تطبيقية
بعد استراحة شاي، انطلقت مائدة مستديرة تحت عنوان “التربية والتكوين في عالم الرقمنة”، ناقشت محاور مهمة كـ”نحو تعليم رقمي منصف ودامج للجميع” و”ملامح التحول الرقمي بمراكز الفرصة الثانية”، بالإضافة إلى “الأستاذ والتجديد البيداغوجي في العصر الرقمي: أبعاد وتحديات”.
وخصص اليوم الثاني للملتقى لـورشات تطبيقية مكثفة استفاد منها الأطر التربوية والتلاميذ، و شملت ورشات الأساتذة مواضيع حيوية مثل “توظيف الموارد الرقمية واعتماد الذكاء الاصطناعي في التعليم المدرسي”، و”إعداد ملف تراكمي رقمي باستعمال google sites“، و”علم بالذكاء: كيف نوظف الذكاء الاصطناعي لتحسين الممارسات الصفية”. أما التلاميذ، فقد شاركوا في ورشتي “اكتشاف عالم STEAM: تصميم وتصنيع روبوتات بسيطة” و”البرمجة والروبوتيك باستعمال Spike“، ما يعكس توجهًا عمليًا نحو تنمية مهارات المستقبل.
الاحتفاء بالإنجازات وتكريم الشركاء
شهد الملتقى كذلك احتفالًا بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيس جمعية مؤسسة النواة للحقوق والتنمية، تخلله عرض لشريط وثائقي وفيلم قصير يبرزان إنجازات الجمعية وخدماتها الرقمية ودورها في معالجة قضايا الشباب والهدر المدرسي.
واختتمت فعاليات الملتقى بحفل توقيع العدد الأول من مجلة “تربويات شيشاوة“، التي تصدرها المديرية الإقليمية، مما يمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي والتربوي بالإقليم. وتم توزيع نسخ من المجلة وتوقيعها على الحاضرين، في بادرة تعزز البحث والنشر في المجال التربوي.
وفي ختام الملتقى، تم توزيع شواهد الحضور والمشاركة والتقدير على جميع المشاركين، من مؤطرين ومشاركين وشركاء وداعمين، اعترافًا بجهودهم القيمة التي أسهمت في إنجاح هذا الحدث الهام. وقد وجهت المديرية الإقليمية شكرًا خاصًا للسلطات المحلية، والأطر الإدارية والتربوية، والفعاليات الجمعوية والمدنية، والمنابر الإعلامية، مع تثمين خاص للدور المحوري لجمعية مؤسسة النواة للحقوق والتنمية وجمعية القلم لنساء ورجال التعليم، تجسيدًا لروح الشراكة الحقيقية في النهوض بالمدرسة المغربية.