لم يستجب في عموم المشاهدة للوضع الذي أضحت عليه شوارع وأزقة المسيرة بمراكش يوم عيد الأضحى، للتوجيهات والإرشادات التي استغلت في تمريرها مختلف وسائل التبليغ التي عمل المتدخلون في عملية إخصاب الوعي لدى الأهالي بالمنطقة بضرورة التعامل مع مخلفات الأضاحي بوعي ومسئولية مواطنة، تدعم التوجه نحو تكريس إدراك عام بالمحافظة على الشعار البيئي الذي تحمله مدينة مراكش “مراكش مدينة نظيفة”.
فعلى العكس من التوقعات التي كانت تنتظر أن ينخرط المواطن في بعث المظهر السليم والصحي لشوارع المسيرة، أضحت الأخيرة دقائق عن صلاة العيد مزبلة بحجم مساحة المنطقة التي اكتسحتها جلود الأضاحي، وبقايا المتروك من العلف، وما تحتشيه حوايا الأضاحي، التي لأجل احتواء ركامها قامت الشركة المكلفة بتدبير نفايات المنطقة بمد الساكنة بأكياس بلاستيكية، لم يبصر من حجم العدد الذي رصدته لإنجاح العملية وأعدتها بجودة تمنع التسرب غير قدر يسير بالحاويات، ما أثار الإندهاش حول عدم استخدامها بالنسبة التي وزعت بها على الساكنة طوال اليوم الذي سبق عن حلول يوم النحر، الخميس 9 ذي الحجة 1438، يشوارع وأحياء المسيرة التي لم تبد ساكنتها كبير التزام بمطلب لطالما تدعو إلى اكتتابه فعلا يوميا، وتشتكي من قضه للمعايير الصحية التي يخترقها السلوك غير المديني، ألا منضبط والعشوائي في التعامل مع النفايات اليومية التي لا يستثني التخلص منها ركنا من أركان المسيرة إلا ما رحم ربي؛ فما هكذا يترجم البعد الروحي للعيد، وما هكذا يستعاد القول “العقل السليم في الجسم السليم”.