حذر تقرير إسباني من خطورة بعض التغييرات التي تعرفها مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين على المستوى الديموغرافي، والتي ستكون لها أثار وخيمة سياسيا وإجتماعيا، وستضر بالمصالح الداخلية الإسبانية.
وأبرز تقرير لمعهد “ألكانو” الملكي، أن نسبة المغاربة القاطنين في المدينتين المحتلتين شهدت إرتفاعا كبيرا في السنوات القليلة الماضية، حيث إنتقلت في مدينة سبتة من 12 ألف شخصا خلال سنة 1986، بنسبة 18 في المائة، إلى 85 ألف شخص يمثلون 35 في المائة من إجمالي الساكنة، فيما أرتفع عدد القاطنين بمليلية من 17 ألف شخص سنة 1986 إلى 100 ألف شخص مطلع السنة الجارية.
وأوضح التقرير المعنون بـ “إسبانيا رؤية الجنوب”، أن هذا النمو الديموغرافي سينعكس سلبا على المصالح الإسبانية، حيث سيكون له تأثير على المناخ السياسي بالمدينتين المحتلتين، حيث أصبحت هذه الفئة من مغاربة الثغرين يتحكمان بزمام الأمور في جميع المحطات الإنتخابية التي مرت بها منذ سنة 1995.
وأضاف التقرير، أنه في ظل وجود هذه الفئة الكبيرة من المغاربة داخل الثغرين التابعين لإسبانيا، ومع محاولات المغرب الرامية لإعادتهما إلى نفوذها الترابي، فإن الأمر سيقوي حظوظ هذه الأخيرة لكونها ستلقى دعما كبيرا من طرف هؤلاء مما سيتسبب لا محالة في خلق مشاكل ديبلوماسية كبيرة بين البلدين.
يذكر، أن مدينتي سبتة ومليلية تعتبران من أهم المرتكزات التي يعتمد عليها النظام الإسباني في تعاملاته مع القارة الإفريقية بشكل خاص والعالم الثالث بشكل عام، حيث يشكل الإحتكاك الواقع بين المواطنين الإسبان والمغاربة بالثغرين المحتلين، منطلقا لتشكيل إستراتيجية واضحة المعالم لكيفية تعاملها المتغيرات الحاصلة في المنطقة.