انطلقت المسيرة ضد الإرهاب في باريس اليوم الأحد بمشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وقادة من مختلف دول العالم وعدد من الزعماء العرب.
وتدفقت حشود بشرية على باريس للمشاركة في مسيرة تاريخية ضد الإرهاب إثر الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية التي تحولت مواساة ذات بعد عالمي مع مشاركة خمسين ممثلا لدول أجنبية في المسيرة.
وشارك في هذه “المسيرة الجمهورية” ضد الإرهاب مئات آلاف الأشخاص وخمسون من قادة المسؤولين الأجانب، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفي العاصمة الفرنسية، أعلن وزير العدل الأميركي اريك هولدر اليوم الأحد أن الولايات المتحدة ستستضيف قمة في 18 فبراير للبحث في سبل “محاربة التطرف في العالم”.
إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي هولاند أمام أعضاء الحكومة في اجتماعهم في قصر الإليزيه إن “باريس هي اليوم عاصمة العالم”، وذلك قبل التوجه للمشاركة في المسيرة.
وأضاف هولاند أن “البلد بأسره سيرتقي إلى أفضل ما لديه” أثناء تطرقه إلى هذه المسيرة التي ترد على سلسلة هجمات إرهابية دامية أوقعت 17 قتيلاً في فرنسا وتسببت بصدمة عالمية.
ووسط شمس شتوية باردة، قام العديد من المتظاهرين برسم زهور وشعارات منها عبارة “أنا شارلي” عند تمثال الجمهورية في قلب الساحة التي تحمل الاسم ذاته في العاصمة الفرنسية من حيث تنطلق المسيرة، تحت عدسات عشرات من فرق التلفزيون من العالم بأسره.
وسيلتقي قادة من جميع أنحاء العالم وأحزاب ونقابات ومجموعات دينية يهودية ومسيحية ومسلمة وجمعيات وشخصيات في باريس لتحويل هذه “المسيرة الجمهورية” إلى يوم تاريخي.
وكانت التظاهرة في البداية مخصصة لتكريم ذكرى ضحايا المسلحين الذين قتلتهم قوات الأمن بعد ذلك. وهؤلاء الضحايا هم رسامو الكاريكاتور في الصحيفة الأسبوعية الساخرة شارلي ايبدو الذين قتلهم الأخوان سعيد وشريف كواشي ثم شرطية قتلت الخميس وأربعة أشخاص قتلهم اميدي كوليبالي الجمعة في متجر لبيع الأكل الخاص باليهود. لكن هذا التجمع تحول تدريجيا إلى تظاهرة ترتدي طابعاً دولياً.
وشارك في المسيرة رؤساء ثماني دول افريقية واهم القادة الاوروبيين من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى رئيسي الوزراء البريطاني والاسباني ديفيد كاميرون وماريانو راخوي ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر.
كما وصل ملك الأردن عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى باريس للمشاركة في المسيرة.
وشارك في المسيرة الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وجرت مسيرة الأحد بين ساحتي لاريبوبليك (الجمهورية) ولاناسيون (الامة) في شرق باريس اللتين تفصل بينهما ثلاثة كيلومترات.
وشاركت أسر الضحايا في طليعة المسيرة يليها هولاند وضيوفه الأجانب ثم الشخصيات السياسية الفرنسية.
وحضرت كل الأحزاب السياسية باستثناء الجبهة الوطنية، حزب يميني متطرف، التي استبعدت رئيستها مارين لوبن من المشاركة في الاستعداد للمسيرة.
وقام الفا شرطي و1350 عسكريا آخرين بحماية المواقع الحساسة في العاصمة الفرنسية ومحيطها من مقار لوسائل الاعلام الى اماكن العبادة ومدارس ومبان عامة وممثليات دبلوماسية.