قال أنطونيو غوتيريسالأمين العام للأمم المتحدة ، إنه “من الممكن”حلّ النزاع حول الصحراء القائم منذ عقود، مشيرا إلى أن الحل يتطلّب “إرادة سياسية قوية، ليس من الأحزاب والدول المجاورة فحسب، بل أيضا من المجتمع الدولي”.
وحسب وكالة “فرانس بريس”، فقد أشار غوتيريس، في تقرير يتعلق بجولتين من المحادثات التمهيدية، إلى أن “المشكلة الأساسية في البحث عن حلّ هي انعدام الثقة لدى جميع الفرقاء، مضيفا أن “بناء الثقة يتطلّب وقتا وتشجيع بادرات حسن النية”.
ونوه غوتيريش، وفق المصدر ذاته، “بتدمير جبهة بوليساريو مخزوناتها من الألغام الأرضية، واصفًا الأمر بأنّه خطوة أولى تستحق الثناء” نجو بناء الثقة.
يذكر، أن الجولة الثانية من المفاوضات حول مستقبل الصحراء انعقدت برعاية الأمم المتّحدة في سويسرا قبل أسبوعين بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو الانفصالية.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة قد شدد على أن المغرب “لا يقبل أي حل مبني على الاستفتاء أو أي حل أحد خياراته الاستقلال، وهو ما يتوافق ليس فقط مع موقف المغرب، بل أيضا مع ما يطلبه مجلس الأمن”.
وأكد ناصر بوريطة، في مؤتمر صحفي في ختام المائدة المستديرة الثانية المنعقدة قرب جنيف، أن المغرب، يأمل أن تنخرط الأطراف الأخرى في المسلسل الذي يقوده المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، هورست كولر “بإرادة حقيقية، بعيدا عن لغة الماضي، والمقاربات المتجاوزة ،والحلول المستحيلة.”
وأشار إلى أن هذا اللقاء شكل مرحلة هامة في هذا المسلسل، مبرزا أن المغرب شارك في هذا الاجتماع، وفق مرجعيات وثوابت واضحة ومعروفة، مرتبطة بوحدته الترابية الوطنية وسيادته على كافة ترابه.
وأضاف بوريطة أن “المغرب انخرط بروح بناءة للتوصل الى حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي، وفق الفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن رقم 2440 ، الذي تم تبنيه في اكتوبر الماضي”، مشيرا إلى أن هذا اللقاء كان هاما “ذلك أنه كرس شكل الاجتماع بمشاركة كافة الأطراف المعنية، المغرب، الجزائر، موريتانيا ومجموعة البوليساريو”.
وبحسب المسؤول المغربي فإن المائدة المستديرة أكدت على “الدور الهام الذي يضطلع به ممثلو ساكنة الأقاليم الجنوبية، الذين شاركوا بشكل نشط ومكثف في الأشغال، وتدخلوا في كل نقاط جدول أعمال الاجتماع من اجل التأكيد على أنهم الممثلون الشرعيون لهذه الساكنة، وأن النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية، خلق دينامية كبيرة في هذه الأقاليم.”
وتابع الوزير في هذا الصدد “أن هذا الاجتماع كرس للمرة الأولى العناصر الضرورية، لحل هذه القضية وفق قرارات مجلس الأمن”، مذكرا بأن الفقرة الثانية من القرار 2440 تؤكد أن الحل يجب أن يكون واقعيا، مشيرا إلى أن “ما ليس واقعيا فهو مستبعد”، مضيفا أن القرار يؤكد أيضا أن الحل يجب أن يكون عمليا ودائما ومبنيا على التوافق.
وزاد أن المحادثات خلال الاجتماع انصبت أيضا على قضية تقرير المصير، مبرزا أن المغرب يعتبر أن هذا المبدأ سواء على مستوى مبادئه القانونية أو على مستوى الممارسة الدولية أو على مستوى القناعة الثابتة للمملكة المغربية، “لا يعني بأي حال من الأحوال الاستقلال ولا يعني الاستفتاء”. واعتبر بوريطة أن عبارتي “الاستقلال” أو “الاستفتاء” غائبتان نهائيا في قرار مجلس الأمن الذي تحدث ست مرات عن حل سياسي توافقي، مؤكدا بالتالي أن موقف المغرب متطابق بشكل تام مع ما هو موجود في قرارات الأمم المتحدة، مسجلا في السياق ذاته أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب تتماشى مع كل المبادئ التي تؤكدها المادة الثانية من القرار 2440.
وأبرز بوريطة أن الحكم الذاتي يشكل حلا واقعيا وعمليا مبنيا على التوافق ، ويضمن تسوية دائمة للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن هذا الحل يتماشى كليا مع مبدأ تقرير المصير كما هو مؤكد في أدبيات وممارسات الأمم المتحدة وكذا في ما يخص القرارات المتعلقة بالصحراء المغربية. كما ذكر بوريطة بأن المغرب، انخرط في هذا المسلسل من اجل التوصل الى حل نهائي على أساس المادة الثانية من القرار 2440، مضيفا أن المملكة المغربية، تأمل أن يكون الاجتماع المقبل فرصة لتناول عمق القضايا المرتبطة بهذا الحل الواقعي العملي، مشددا على أن المغرب “لا يريد مسلسلا تصبح معه الاجتماعات هدفا في حد ذاتها”.