عبد الرزاق أبوطاوس
شدد المدير العلمي للمهرجان، الوطني للفنون الشعبية بمراكش، خلال الندوة الصحافية، التي تضامت مساء الفاتح من يوليو هذه السنة 2019 في أفق انطلاق فعاليات الدورة الخمسين (50) من المهرجان، وتجري في شعار “الثروة والتنوع في التراث الثقافي الوطني”، والتي من المقرر أن تمتد في الفترة بين 2 و 6 من يوليو نفس السنة، (شدد) على اقتراح أن ترفق الدورة الخمسون (50) من المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، بندوة علمية تتطرق كما جاء في حديثه (لأسس مهرجان الفنون الشعبية، فمن الناحية الأكاديمية، وكذلك، من الناحية العلمية، وفي هذا الشأن لا يمكن أن تدخل الفنون الشعبية من خلال المهرجان فقط، بل لابد أن تكون هناك إشارات من طرف الجامعات والباحثين جامعيين وغيرهم، فهناك مهتمون بالفنون الشعبية ليس لهم كرسي بالجامعة، يهتمون بهذا الشق أحيانا أكثر من الجامعة، وعندما أردنا أن نخرج من الجامعة بمناسبة هذه الندوة، وأن تكون هذه الندوة بقصر البلدية، فهذه إشارة بأن الجامعة تتناسب وتنسجم مع محيطها المحلي، الوطني والقاري إن لم يقل العالمي).
إذن، فهذه الندوة يفصح المدير العلمي للمهرجان، (سيشارك فيها الأستاذ الفيلسوف، وزير الثقافة سابقا، بنسالم حميش، أساتذة وباحثين من قبيل الأستاذة ثريا إقبال، التي تقوم بعمل كبير في ما يخص الصوفية والروحانيات، بحيث لا يمكن أن تكون هناك فنون شعبية بدون روحانيات، فالروحانيات مؤسسة للفن المتجسد، ولهذا قلنا “-jesteحركة”، الفن المكتوب”texte- النص المغنى” والموسيقى أو الأهازيج “الأفو مغربية”، لأنه لا يمكننا أن نتكلم عن الفن بالمنظور الأكاديمي أو العلمي إن لم نتكلم عن الجذور والإمتدادات، التأثيرات والتقاطعات، ما بين ما نقوم به نحن، هنا في المغرب، والذي يتضمن أسسا قارية، أفريقية محضة، فهي ليست قارية فقط، بل هي قارية محيطية، وهذا شيء مهم).
ومن المنتظر، أن يتحدث تبعا لما كشف عنه المدير العلمي للمهرجان في التدخل الذي التقطته جريدة الملاحظ جورنال الإليكترونية، أن يتحدث (المشاركون في الندوة من قبيل “ثريا إقبال”، على “الروحانيات”، و”معاذ أدهم” على “الشفاهية” في الأغنية الشعبية، حيث لأول مرة سيتم على ما أظن الحديث في ندوة علمية عن المرحوم “محمد ارويشة”، “مليكة الوالي” عن “النساء والحضرة”، “زينب شعنين” عن “نوع من الأداء أو الغناء الفني”، “ستيفان إغشي” سيتحدث “عن التقاطعات بين الأغنية الفرنسية والأغنية العربية من خلال [الراي] من الناحية اللغوية”ّ، فعندما تدخل اللغة العربية واللغة الفرنسية والعكس صحيح، فهناك ليس فقط تقاطعات، بل خلق نوع جديد من الأداء الفني، هناك أيضا، “بنهيبة ليلى” التي ستتحدث عن “الروايس- الجبلي” عن “الجمال ودلائل التعايش”، “عمر فرتات” عن “تاثير الفنون الشعبية على الأاداء المسرحي”، من خلال المرحوم الطيب الصديقي، ومن خلال الموروث الثقافي الشعبي “سيدي قدور العلمي” و “عبد الرحمان المجذوب”).
وهنا نرى أنفسنا أمام كنز عميق، يستزيد المدير العلمي للمهرجان، الذي أوضح بأنه (لا بد للأكاديمي للباحث المهتم بهذا الشق أن يتعمق في هذا الكنز، وبالأحرى أن يُرِيَهُ للشباب، وهذا يجعل على عاتقنا مسئولية العطاء، ومسئولية التوصيل، وأذكر بأن الإشارة للفنان “حمدي”، هي إشارة رمزية، وهي إشارة لفن، وإشارة لعطاء أظنه شخصيا، بحكم المعاشرة للظاهرة الغيوانية، كان لابد من هذه الإشارة، لأن ما أعطي لهذا البلد من قبل هؤلاء الفنانين، غيوانيين، جيلاليين، مشاهبة، لرصاد، ألوان، مسناوة، جميع المجموعات ، أعطوا قوة للكلمة للموسيقى وللتراث المغربي العميق، فهذه الدورة الخمسمين مهمة لنا، كمدينة وكوطن وكقارة، لأنها تصادف الذكرى العشرون (20) لتولي صاحب الجلالة عرش أسلافه).