يُعلق المغرب آمله لرفع الحجر الصحي على الأرقام والمعطيات ذات صلة بالحالة الوبائية في البلاد، والتزام أهل البلد بإجراءات الوقاية والحجر الصحي، وبناءًا على ذلك، قدم محمد اليوبي مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض ملخص سيناريوهات رفع الحجر الصحي في وثيقة وصفها بأنها “خارطة طريق”، وترتكز الخارطة على أسس معينة، أبرزها تسطيح منحنى إنتشار الفيروس وحصره في أرقام معينة.
وتتعلق الورقة التي تتضمن سيناريوهات رفع الحجر الصحي في المغرب وهي ورقة غير نهائية حسب تطورات الوباء إلى غاية 05 ماي بموعد انتهاء حالة الطوارئ الصحية في نسختها الثانية في 20 ماي الجاري، فيما محمد اليوبي مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض أن المعطيات التقنية والعلمية هي الكفيلة بتحديد موعد رفع الحجر من عدمه.
وخلصَ اليوبي من خلال تقديمه لمعطيات متعلقة بنسبة فتك الفيروس وأعداد الأشخاص الذين يُوجدون بالإنعاش، أنَّ ذلك نتيجة لمحاولات تسطيح منحنى إنتشار الفيروس وعدم وصول نظام الصحة إلى مستواه الأقصى في استعاب المصابين بالفيروس ممَا مكنَ المغرب من تجنب ما بين 300 ألف حالة إلى 500 ألف حالة جديدة، بالإضافة إلى تجنب ما بين 9000 و15000 حالة وفاة.
كما مكنت إجراءات الحجر الصحي وخطة مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، وفقًا للورقة التقنية ذاتها من تجنب ما بين 4650 و7750 حالة حرجة تتطلب رعاية مكثفة في أقسام الإنعاش، وأشار اليوبي أن هذا الإجراء مكنَت أيضًا المغرب من عدم القفز إلى المرحلة الثالثة حتى اللحظة، مع الإشارة إلى أن الطاقة الإجمالية المستعملة من أقسام الإنعاش بالمغرب لا تتجاوز اليوم نسبة 5 في المائة.
وعبّر محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة عن عدم يقينه من مخاطر محتملة مرتبطة بطبيعة سرعة الفيروس بعد رفع الحجر رغمَ أن المديرية تقترح 13 من ماي الجاري موعدًا لإجراءات رفع الحجر الصحي، بالإضافة إلى النسبة غير المعروفة لحاملي العدوى الذين لا تظهر عيهم أي أعراض مرضية، وعدم التزام الناس بقواعد التباعد الاجتماعي بعد رفع الحجر الصحي.
وتتوقع مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض التحكم في مصادر البؤر داخل التجمعات المهنية والعائلية، ونهاية انتشار الوباء المرتقبة ما بين 16 و21 ماي. كما يرتقب أن يتراجع عدد الإصابات اليومية ما بين 10 و20 حالة عند تراجع الجائحة.
ولم يستبعد اليوبي أن يعود ظهور الوباء بعد رفع قيود الحجر ا لصحي، نسبة إلى توجس من عدم إلتزام المواطنين بالتباعد الإجتماعي وإجراءات الوقاية، بينما توقع المصدر ذاته أن يتراجع مؤشر سرعة انتشار الفيروس (R0) إلى 0.7 في الأسبوع ما قبل تاريخ 20 ماي، وهو ما يعني إمكانية رفع الحجر، علما أن الوثيقة تقترح الشروع في إجراءات رفع الحجر ابتداء من الأسبوع المقبل.
وفي مقابل ذلك ركزت مديرية الأوبئة على ضرورة تعزيز نظام الرصد الوبائي بعد رفع الحجر الصحي، تحسبًا لظهور حالات كثيرة، وتكثيف خطة الطوارئ بالمستشفيات، وتوسيع إستراتيجية الفحص على الأشخاص دون أعراض مرضية.
وأشار اليوبي إلى أنَّ الخروج من الحجر يجب أن “يكون جزءًا من إستراتيجية التحكم في الوباء الذي اعتمد حتى الآن على هدف السيطرة على “كوفيد 19′” مشيرًا إلى أنَّ الهدف بعد رفع الحجر هو الحد من ظهور بؤر جديدة وانتشار الفيروس في أماكن متفرقة، وتجنب دخول الوباء إلى مناطق خالية منه ويقترح المصدر ذاته الخروج تدريجيًا حسب المستوى الجهوي لإنتشار الوباء.
وفي هذا الصدد تُشير خريطة طريق مديرية الأوبئة إلى أنَّ رفع الحجر يجب أن يراعي التدرج، والجغرافيا، والنشاط الاقتصادي حسب القطاعات الأولوية، والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى ضرورة إبقاء كبار السن ضمن الحجر الصحي.
واعتبر اليوبي أنَّ رفع الحجر الصحي بعد انقراض الفيروس نهائيًا يدخل ضمن “المستحيل”، وحذر من أن الخروج الكلي والمفاجئ وعودة الحياة الطبيعية قد يؤدي إلى بروز موجة ثانية من الوباء، وتوقعت مديرية الأوبئة أن يبلغ عدد الإصابات 6400 حالة عند 20 ماي 2020، تاريخ نهاية الحجر الصحي الثاني.