أفادت تقارير إعلامية بوجود جملة من الأوامر الرئاسية يعتزم الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إصدارها فور دخوله البيت الأبيض، يتراجع فيها عن سياسات سلفه، دونالد ترامب.
وتؤكد التقارير أن بايدن سيلغي حظر السفر إلى أمريكا، ويعيد الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للتغير المناخي.
ويتوقع أيضا أن يركز جهوده على لم شمل الأطفال المعزولين عن أوليائهم على الحدود وإقرار إجبارية ارتداء الكمامات.
وسيتولى بايدن السلطة رسميا في حفل تنصيب الأربعاء المقبل.
وأعلنت الولايات الأمريكية الخمسون حالة التأهب القصوى بسبب تهديدات باحتجاجات مسلحة على تنصيب الرئيس المنتخب.
وانتشرت قوات الحرس الوطني بالآلاف في العاصمة واشنطن لتأمين حفل التنصيب.
ماهي السياسات التي سيغيرها بايدن؟
ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن بايدن سيصدر، بمجرد دخوله البيت الأبيض، جملة من المراسيم الرئاسية ينأى فيها عن سياسات سلفه، ترامب، من بينها:
-إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للتغير المناخي من أجل تقليص انبعاثات الكربون
-إلغاء حظر الدخول المثير للجدل المفروض على القادمين إلى الولايات المتحدة من أغلب الدول الإسلامية
-فرض ارتداء الكمامة في المباني الحكومية وأثناء السفر بين الولايات
-تمديد تقييد إجراءات الطرد من المسكن أو الحجز عليها وطنيا بسبب وباء فيروس كورونا.
وتضيف التقارير بأن هذه الأوامر ما هي إلا جزء من خطته للأيام العشر الأولى من توليه السلطة.
ويتوقع أن يعرض الرئيس الجديد على البرلمان مشروع قانون الهجرة، وخطة قيمتها 1.9 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد المتضرر من وباء فيروس كورونا.
وتعهدت إدارة بايدن بتوفير 100 مليون لقاح ضد مرض كوفيد -19 خلال 100 يوم من توليها السلطة، واصفة عملية التلقيح الحالية بأنها “فشل ذريع”.
وقال مدير ديوان الرئيس الجديد، رون كلين، إن الرئيس المنتخب لن يكتفي بالتراجع عن سياسات ترامب وتبعاتها السيئة، بل سيعمل على دفع البلاد إلى الأمام”.
ما هي التحديات التي يواجهها الرئيس القادم؟
يستلم بايدن قيادة البلاد في ظروف استثنائية بسبب وباء فيروس كورونا، إذ ارتفع عدد الوفيات اليومية إلى الآلاف، بينما لقي 400 ألف شخص حتفهم.
وفضلا عن تفشي فيروس كورونا تعاني البلاد من العنف السياسي الذي تصاعد في الفترة الأخيرة.
واختار فريق بايدن عبارة “أمريكا متحدة” شعارا لحفل التنصيب، إذ يركز الرئيس المنتخب عمله على رأب الصدوع السياسية. ويتوقع أن يحضر نائب الرئيس، مايك بنس، الحفل، ولكن ترامب أعلن أنه لن يحضر.
وسيؤدي بايدن اليمين الدستورية بعد أسبوعين من اقتحام مقر الكونغرس يوم 6 يناير/ كانون الثاني، من قبل أنصار ترامب، الذين حاولوا عرقلة ترسيم فوزه بالانتخابات.
وستكون الإجراءات الأمنية في العاصمة واشنطن خارقة للعادة حتى بالنسبة لظروف تنصيب الرئيس.
فقد أغلقت شوارع على بعد أميال من مقر التنصيب بالحواجز الخرسانية والحديدية، وانتشر الحرس الوطني بقوات قوامها 20 ألف جندي في العاصمة. وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من مسيرات مسلحة يحضر لها أنصار ترامب.
وتأتي هذه الإجراءات الأمنية بعد أسبوع أصبح فيه ترامب أول رئيس أمريكي يحال على المحاكمة البرلمانية مرتين من أجل عزله. ويحاكم هذه المرة أمام مجلس الشيوخ بتهمة “التحريض على التمرد” في أعمال العنف الأخيرة.
ولن تصل لائحة التهم الموجهة لترامب إلى مجلس الشيوخ إلا يوم الثلاثاء، أي يوما واحدا قبل مغادرته البيت الأبيض. ولكن لا يعرف متى تتم المحاكمة.
وهناك من يرى أن يؤجل مجلس النواب، الذي صادق على المحاكمة، إرسال التهم إلى مجلس الشيوخ حتى يقر الكونغرس تعيين فريق بايدن.
ويُعتقد أن الديمقراطيين والجمهوريين يناقشون إمكانية المضي قدما في محاكمة ترامب والموافقة على فريق بايدن في آن واحد.
ويتقاسم الجمهوريون والديمقراطيون الآن مقاعد مجلس الشيوخ المئة، وعليه فإن 17 عضوا جمهوريا لابد أن يصوتوا ضد ترامب لإقرار عزله.
ويرى بعض الجمهوريين أن عزل ترامب من شأنه أن يعمق الانقسامات في وقت يحتاج فيه الأمريكيون إلى الالتئام.
أما الديمقراطيون فيسعون إلى عزل ترامب ومنعه من الترشح مرة أخرى.
وصوت 10 جمهوريين على عزل ترامب في مجلس النواب. ولا يعرف ما هو موقف أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، من بينهم زعيم الأغلبية الجمهورية في المجلس ميتش ماكونيل، من محاكمة ترامب.
ولم يسبق لأي رئيس أمريكي أن تعرض لمحاكمة العزل بعد مغادرته الحكم، وهو ما جعل البعض يشكك في دستورية الإجراء.
ولكن المسؤولين في الجانبين يستعدون لإجراء المحاكمة، وإن كان الرئيس المنتهية ولايته لم يعين فريق دفاعه.
وقال محامي ترامب الخاص، رودي جولياني، إنه يعمل على قضية العزل، ولكن المتحدث باسم الرئيس نفى لاحقا أن يكون الرئيس قرر حتى الآن تكليفه بالمهمة، واصفا المحاكمة بأنها “مسخرة”.
بي بي سي عربي