وثيقة سرية لـCIA: الوضع كارثي في الجزائر والأسوأ قادم

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

الأمور ليست كما يرام في الجزائر والوضع في البلاد ينذر بالأسوأ في القادم من الأيام، وفق ما نقلته نشرة “Maghreb Intelligence” عن دبلوماسي أمريكي قالت إنه اطلع على وثيقة مصنفة ضمن “سري للغاية” أنجزتها عناصر تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA عن الجزائر.

ووفق النشرة فإن الوثيقة الاستخباراتية التي يتم تداولها في دائرة ضيقة بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية في بلاد “العم سام”، أوردت بأن “الصورة قاتمة في الجزائر”، وأن الأسوأ ينتظر البلاد بسبب الصراعات التي تدور على قمة هرم السلطة في الجارة الشرقية للمغرب، وقد رصدت حالة الجمود التي تعتري المشهد السياسي في البلاد، ليس بسبب جائحة “كورونا” ولكن بفعل الصراعات الدائرة بين رموز النظام القائم والتي أصبحت من ثوابته.

الجيش الجزائري.. صراع الإخوة الأعداء

“Maghreb Intelligence” استعرضت بعض ما جاء في الوثيقة السرية نقلا عن الدبلوماسي الأمريكي، والتي جاء فيها أن السعيد الشنقريحة الجنرال الماسك بزمام الجيش في الجزائر لا يبالي بشيء بقدر ما يعمل على تفكيك النظام العسكري الذي بناه سلفه الجنرال الراحل القايد صالح خلال الفترة الممتدة بين 2015 و2019، إذ ينصب اهتمامه على التخلص من أوفياء سلفه القايد صالح وتقريب أعداء الأخير من دائرة السلطة.

ووصفت الوثيقة السرية الجيش الجزائري بكونه “كتلة غير متجانسة” حبلى بمعسكرات صغيرة تتجاذب رؤوسها فيما بينها فتارة هي في حالة وفاق وأخرى في تنافر من أجل الاستحواذ على السلطة في الجزائر وبالتالي استنزاف خيرات البلاد وهو الأمر الذي جعل أغلب أطياف الشعب الجزائري يؤمنون بأن “الجيش” سرق ثروات وطنهم.

قصر “المرادية”.. من رئيس مقعد إلى رئيس معتل

النشرة وفي سرد لبعض ما جاء في الوثيقة الأمريكية السرية أفادت بأنها تناولت ما يجري في قصر “المرادية” حيث أن الحاكمين الفعليين للجزائر ينظرون باستياء إلى الرئيس عبد المجيد تبون، الذي جيء به خلفا لعبد العزيز بوتفليقة لإطفاء الحراك الذي عم البلاد منذ فبراير 2019، حيث تأكد للماسكين بزمام البلاد أن الرئيس الصوري لا يحظى بشعبية ولا يتمتع بأي “كاريزما”، وهو ما تبدى وفق الوثيقة حينما ادعى أن بلاده تمتلك أفضل منظومة صحية في إفريقيا قبل أن يكذبه فيروس “كورونا” ويجعله يستجدي العلاج في ألمانيا.

وحسب نفس المصدر فإن العسكر في الجزائر تخلص من عبد العزيز بوتفليقة الذي ظل طريح الفراش سنوات طوال لكنه لم يستطع الإتيان سوى برجل معتل أذل بلادهم بتصريحات حاول من خلالها تصوير بلاده كونها القوة الإقليمية الأوحد في شمال إفريقيا، بينما الوقائع تكذب ذلك جملة وتفصيلا بعدما استجار بمستشفيات ألمانيا وترك منصبه شاغرا ما أثار العديد من النزاعات بين مستشاريه وتقرير سياسات تماشى معها الجيش لكنها جعلت الجزائر على طريق الضياع.

الحكومة الجزائرية.. وزراء بلا بصيرة

الوثيقة السرية عرجت أيضا على العمل الحكومي في الجزائر، وقد أفادت بأن الوزراء فيها على غير بصيرة ويتخبطون تحت ضغط “كورونا” إذ لم تستطع الحكومة توفير حاجيات البلاد من أقنعة وأجهزة التنفس كما لم تستطع الحصول إلا على كميات جد قليلة من اللقاحات المضادة للفيروس المستجد، وهو ما يضع البلاد تحت رزح أزمة صحية تتفاقم يوما بعد آخر.

كذلك، يعاب على حكومة الجزائر أنها وفي خضم الجمود السياسي لم تستطع تلبية حاجيات الشعب الجزائري وقد تأثرت بذلك سلسلة التوريد الاستهلاكي، كما تكشف ذلك الطوابير الممتدة أمام محطات التزود بالوقود التي تكشف كيف أن بلدا نفطيا وغازيا غير قادر على توفير حاجيات الشعب من هذه المصادر الطاقية دون الحديث عن الحليب والدقيق والمعكرونة، وهي المواد التي شحت في البلاد وجعلت الشعب رهينة في أيادي الحاكمين الفعليين والصوريين على حد السواء.

وعود تبون.. كلام تذروه الرياح

بحسب وثيقة وكالة المخابرات المركزية، فإن ما أعلن عنه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مؤخرا لنزع فتيل الحراك لم يلق له صدى لدى الشعب الجزائري لأن الأخير لم يعد يتوقع شيئا من الطبقة السياسية الحالية في الجزائر، على أن الوثيقة وفق ما أوردته “Maghreb Intelligence” توقعت أن تندلع الأوضاع بشدة بين الشعب والنظام القائم إذا ما استمر رموزه في تجاهل الاحتجاج الشعبي.

وتوقع محررو الوثيقة السرية أن شهر رمضان المقبل سيكون محطة حاسمة للحراك الشعبي وفيصل يزيد من حدته في مواجهة الرموز الحاكمة في الجزائر نظرا للاستهلاك المفرط في المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل والعجز البين لدى النظام في تعزيز سلسلة التوريد لتلبية حاجيات الشعب الجزائري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *