عدسة:رشيد الغوات
كشف وزير الإتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة،مصطفى الخلفي، في الكلمة التي توجه بها إلى المشاركين في افتتاح أعمال المنتدى الإعلامي الأفريقي، التي انطلقت أمس الخميس بمراكش، أن المنتدى سيشكل إطارا للإعلان النهائي عن المرصد الأفريقي لحرية الصحافة، وإطلاق مركز أفريقي للتكوين تحتضنه مدينة وجدة.
ويمثل لقاء مراكش، استنادا إلى الوارد في كلمة وزير الإتصال الإفتتاحية، والذي ينتظم بموازاة مع اجتماعات النقابات الصحافية بأفريقيا، واجتماع الإذاعات الخاصة،الصاعدة بأفريقيا، واجتماع وكالات الأنباء الأفريقية، المطلة على الأطلسي، واجتماع الهيئات السينمائية المشتغلة بالنقد،)يمثل( “نقطة بداية لمسار جديد، تتطلع عبره أفريقيا، لبناء مستقبل واعد، مبني على الثقة، كما دعا إلى ذلك صاحب الجلالة حفظه الله في كلمته بأبيدجان”، في ما قال، بأن انعقاد المنتدى تحت رعايته “يشكل حافزا من أجل الثقة في الذات، ومن أجل العمل أولا، على محاربة الصورة النمطية، السلبية حول القارة الأفريقية في الإعلام”، فأفريقيا، يقول وزير الإتصال ” تقدم كنموذج للتخلف واليأس، في حين هي نموذج للتقدم، للتقدم والأمل والمستقبل الواعد، رغم كل ما تعانيه من جراحات الإستعمار البائد، ومخلفاته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية”.
ولم يخف وزير الإتصال، برغم ما تمثله هذه الثقة من حافز البناء للقارة الأفريقية، التي تمكنت من تقليص فارق انتشار تكنولوجيا المعلومات والأنترنت بينها وبين أوروبا، من 20 مرة إلى 4 مرات في العشر سنوات الأخيرة، وتحولها إلى سوق واعدة في هذا المجال، وفضاءا ماليا للإستثمار في تكنولوجيا المعلومات، حيث يبدو نوع من عدم التوازن بين هذا المعطى، و تشغيل محركات البحث، بحسب آخر الإحصائيات، حيث قال وزير الإتصال في هذا الخصوص، “إن هذا المعطى الرقمي، يقابله معطى ثاني، يتمثل في الحضور الضعيف لأفريقيا في محركات البحث، فبحسب أحدث إحصائية التي أطلقتها منظمة اليونسكو، وتهم صورة وضع أفريقيا في العالم، فإن نسبة أفريقيا في مختلف محركات البحث التابعة ل “جوجل”، لا تتجاوز 3%”، في ما اعتبره وزير الإتصال، مصطفى الخلفي، داعيا “يصوغه ويقدمه وينشئه الآخر، ليقدم صورة سلبية، تبرر، وتفسر الإستمرار في سياسات تبعية لا تخدم بالدرجة الأولى القارة الأفريقية ، ولا تساعد في نموها”.
واعتبر وزير الإتصال، بأنه خارج الوعي بالأهمية الإستراتيجية لدور الإعلام في تصويب، وتصحيح هذه الصورة النمطية حول أفريقيا، وفي مواجهة استغلال السلبية التي تقدم من خلالها القارة في الإعلام، لأجل إدامة التبعية المرفوضة، وما يرتبط بها من هيمنة اقتصادية ترى – بتعبير وزير الإتصال-، في العولمة “فرصة لإدامتها”، فإنه بدون هذا الوعي، يقول وزير الإتصال”لا يمكن أن نتقدم”.
وأوضح وزير الإتصال، بأن الدعوة إلى هذا المنتدى، جاءت “أولا إلى إطلاق مبادرات في هذا المجال”، و”معالجة الإشكالات المرتبطة بواقع حرية الصحافة والإعلام في أفريقيا”، التي لا تزال تشهد، يقول وزير الإتصال “أعلى معدلات الإعتداء على الصحافيين، وتعذيبهم والتنكيل بهم، وضرب حقهم في الوصول إلى المعلومة”، ومن ثمة “سيشكل هذا المنتدى إطارا للإعلان النهائي عن المرصد الأفريقي لحرية الصحافة، مكون من الهيئات المدنية، النقابية الصحافية الأفريقية، وذلك بعد أن تم الإشتغال عليه في الأشهر الماضية، وهو مرصد نأمل من خلاله أن نواجه الإشكالات المرتبطة بحرية الصحافة، وبالتعددية الإعلامية، وباستقلالية الإعلام، وبحماية الصحافيين، وبوضعية المرأة الصحافية، حيث لا زلنا نشهد مستويات جد متدنية لحضور المرأة في المؤسسات الإعلامية، ودورها في مراكز القرار الإعلامي، بل واستمرارا لإشاعة الصور النمطية السلبية”.
واعتقد وزير الإتصال، بأن “الإشتغال على تحسين صورة أفريقيا في الإعلام، ينبغي أن يوازيه اشتغال على تحسين شروط الممارسة الصحافية”، مبديا، إعرابه في هذا السياق، عن التضامن مع “ضحايا التنكيل أو الإعتداء أو التعذيب، سواء تعلق الأمر بالصحافيين، أو بأسرهم بالقارة الأفريقية”، ويكون هذا اللقاء مناسبة لتجديد العهد من أجل إعلان حر متعدد، مفصحا، في إطاره عن “إطلاق مركز أفريقي للتكوين ستحتضنه مدينة وجدة، ليكون إطارا للتكوين، والتكوين المستمر مع تعزيز مساهمة الجامعة المغربية في احتضان الطلبة الأفارقة والطالبات الأفريقيات في مجال الإعلام”، يقول وزير الإتصال.
وأبرز وزير الإتصال، بأن المغرب استطاع في ال 15 سنة الأخيرة، أن “يطلق سلسلة من المبادرات اتجاه القارة الأفريقية، اتخذت شعارا لها “العمل على إعادة الثقة في أفريقيا”، من خلال توقيع المغرب على أزيد من 2000 اتفاقية مع عموم الدول الأفريقية، إذ أن مجموع الإتفاقيات تجاوز التي وقعت في ما بين السنة 2000 والسنة 2015، تتجاوز عدد الإتفاقيات التي وقعت منذ الإستقلال إلى سنة 2000، في ما أطلق المغرب مجموعة من المبادرات التنموية شعارها “تحقيق الأمن الغذائي لأفريقيا”، وتجلىت “في عدد من الزيارات الملكية لعدد من الدول الأفريقية، والتي كرست المعنى الملموس لتضامن جنوب/ جنوب، وأن أفريقيا لا يمكنها أن تنهض بدون هذا التضامن، وهو ما جسدته هذه الزيارات الملكية للعديد من الدول الأفريقية.