اللافتة التي رفعها جمهور الرجاء البيضاوي وكتب عليها: “مانديلا الصغير.. المستعمرة الإفريقية الوحيدة المتبقية هي أورانيا”، كانت كافية لتجعل الضوء يُسلط على طبيعة هذه البلدة التي كانت بالكاد معروفة خارج جنوب إفريقيا.
وفي الوقت الذي استغل النظام الجزائري بطولة “الشان” لتمرير رسالة سياسية عن طريق حفيد نيلسون مانديلا تدعو إلى حمل السلاح ضد المغرب، وجدت جنوب إفريقيا نفسها أمام موجة إعلامية ونقاش كبير داخل مواقع التواصل الاجتماعي حول طبيعة سكان هذه البلدة ومطالبهم السياسية التي من بينها دعوتهم إلى الاستقلال وتكوين كيان ذاتي، بهوية تعتمد على السكان البيض الأفارقة من السكان المتحدرون من الهولنديين والفرنسيين، الذين وصلوا إلى طرف إفريقيا في القرن السابع عشر، واستوطنوا البلد الإفريقي.
وأصبحت الصفحة الرسمية لسكان بلدة “أورانيا” من أكثر الصفحات متابعة في جنوب إفريقيا على “تويتر” ويتابعهتا يوميا الآلاف من بينهم المغابة، وبدأ النقاش دائرا حول مطالبهم السياسية وخلفياتها، وهو ما جعل القائمين على الصفحة يقدمون الشكر إلى جمهور الرجاء البيضاوي الذي ساهم في التعريف بمطالبهم السياسية وببلدتهم التي يقولون إنها تعاني من حيف اقتصادي كبير.
في هذا السياق، طالب سكان بلدة “أورانيا” الجزائر بإعادة تسمية ملعب “نيلسون مانديلا” الذي تم تشييده حديثًا في الجزائر العاصمة إلى “ملعب أورانيا” بعد “إهانات مانديلا الصغيرة للشعب المغربي”. لأن مطالبة الأخير بحمل السلاح ضد المغرب ساهمت في التعريف ببلدتهم التي تستحق إسم الملعب عوض حمله إسم “نيلسون مانديلا”.
واعتبر سكان البلدة أن المغاربة أصبحوا أكبر داعم لأورانيا بعد إهانات مانديلا الصغير للشعب المغربي. وأكدت الصفحة الرسمية لـ”أورانيا” أن آلاف الزيارات لموقعهم مصدرها المغاربة ممن يتمنون لسكان بلدتهم التوفيق في مطالبهم.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أطلق المشرفون على الصفحة مسابقة لمتابعيهم لتصميم أحسن شعار يخص “الصداقة المغربية مع شعب “أورانيا”
كما قدمت الصفحة الرسمية لسكان “أورانيا” الشكر الكبير لجمهور الرجاء بعد أن أصبح الملايين من البشر في العالم يعرفون بلدتهم، بعدما كانت قضيتهم محصورة في حيز ضيق ومطالبهم لا تكاد تتجاوز المحلية ليصبح العالم الآن يعرف مطالبهم السياسية والحيف الاقتصادي الذي يعيشونه، حسب وصفهم.
ويعيش في هذه البلدة الذي يحرم تقريبا على السود الإقامة بها، الأفريكان من السكان البيض في جنوب أفريقيا، حيث يعمل سكان أورانيا البالغ عددهم 2500 نسمة، على تحقيق الاكتفاء الذاتي على جميع المستويات لعزل أنفسهم في بلد تتراجع فيه مقومات العيش بنظرهم.
وأغلب سكان البلدة التي تعد بمثابة “مستعمرة صغيرة” داخل جنوب إفريقيا، هم من السكان المتحدرون من الهولنديين والفرنسيين، الذين وصلوا إلى طرف إفريقيا في القرن السابع عشر، واستوطنوا البلد الإفريقي، الذي مازال عمليا يعيش ميزا عنصريا كبيرا، بالرغم من أن ذلك العهد قد انتهى نظريا وقانونيا.