إنتاج مرتقب يفوق 246 ألف طن من الشمندر السكري بحوض ملوية… آفاق واعدة رغم التحديات المناخية
يتجه موسم الشمندر السكري بحوض ملوية نحو تسجيل إنتاج قياسي يُقدَّر بأزيد من 246 ألف طن، وفق معطيات أولية صادرة عن الفاعلين في القطاع الفلاحي بالمنطقة. ويأتي هذا الرقم ليمثّل خطوة نوعية في مسار النهوض بسلسلة الشمندر السكري، رغم التحديات المناخية المرتبطة بنقص التساقطات وتذبذب الموارد المائية.
ووفق مصادر مهنية، فإن المساحة المزروعة هذا الموسم تجاوزت 4500 هكتار، مع اعتماد تقنيات حديثة في السقي والتسميد، فضلاً عن إدماج أصناف بذور عالية المردودية مقاومة للأمراض. وقد ساهمت هذه المعطيات في رفع الإنتاجية المتوسطة لكل هكتار إلى مستويات مشجعة.
ويُعزى هذا الأداء الإيجابي إلى دعم مخطط المغرب الأخضر، ثم استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي أولت أهمية خاصة لسلاسل الإنتاج ذات القيمة المضافة، بما في ذلك سلسلة الشمندر السكري التي تُعتبر ركيزة أساسية في المنظومة الفلاحية لحوض ملوية.
كما ساهم انخراط الفلاحين في برامج التأطير والمواكبة التقنية التي تقدمها الغرفة الفلاحية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، في تحسين جودة الإنتاج والتحكم في مراحل الزرع والجني، ما ينعكس إيجابًا على مردودية الموسم الحالي.
ورغم المؤشرات الإيجابية، ما تزال السلسلة تواجه تحديات مرتبطة بكلفة الإنتاج وضرورة تحديث وحدات التحويل الصناعي وتوسيع بنيات التخزين. كما يشكل تدبير الموارد المائية إحدى الإشكاليات الكبرى، مما يفرض تسريع التحول نحو الفلاحة الذكية والمستدامة.
أرقام بارزة:
إنتاج متوقع: 246 ألف طن
مساحة مزروعة: 4500 هكتار
متوسط الإنتاجية: أكثر من 54 طن/هكتار
عدد الفلاحين المنخرطين: حوالي 3000 فلاح
ويُرتقب أن يساهم هذا الإنتاج في تعزيز التموين الصناعي لمعامل السكر، وتثمين المخلفات النباتية في الصناعات التحويلية، إلى جانب خلق فرص عمل موسمية مهمة في الأوساط القروية المجاورة.
إن هذا الموسم يبشر بمرحلة جديدة من النضج الزراعي بحوض ملوية، ويؤكد أن الفلاحة المغربية، رغم الإكراهات، قادرة على تحقيق التوازن بين الأمن الغذائي والتنمية القروية.