زيارة القبور تتحول إلى موسم تجاري بمراكش

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

مع ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 6 يوليوز 2025، عرفت محيطات المقابر الكبرى بمدينة مراكش حركة غير عادية، بعدما تحولت إلى فضاءات تجارية مفتوحة تشبه الأسواق الشعبية، تزامنًا مع إحياء المواطنين لذكرى زيارة الموتى.

ففي باب أغمات ومقبرة سيدي يوسف بن علي، وباب دكالة، تجمهر الآلاف من الزوار ممن شدّوا الرحال إلى مثوى ذويهم الراحلين، حاملين معهم الدعاء والذكرى، ليتفاجؤوا بتحول المكان إلى سوق ضخم تعرض فيه شتى أنواع السلع.

وانتشرت على جنبات الطرق المؤدية إلى المقابر طاولات وعربات تبيع كل ما يرتبط بهذه المناسبة: مياه معطرة لتطهير القبور، وجريد النخيل، والتين المجفف، والحليب، والفواكه، والخبز، إلى جانب الملابس والعطور والأعشاب الطبية. كما لم تغب عن المشهد مواد ذات طابع غريب، مخصصة لما يُعرف بطقوس الشعوذة والرقى.

الزحام الشديد حول المقابر لم يكن فقط لأداء طقوس الزيارة، بل أصبح أيضًا مناسبة موسمية للتسوق، حيث وجد المواطنون أنفسهم داخل سوق كبير تتجاور فيه مظاهر الحزن مع مشاهد البيع والشراء، في مشهد يتكرر كل عام لكنه يزداد اتساعًا سنة بعد أخرى.

هذا التداخل بين الجانب الروحي والتجاري يثير جدلًا صامتًا في أوساط الزوار، بين من يرى فيه تجسيدًا لعادات مترسخة، ومن يعتبره استغلالًا غير لائق لحرمة المقابر، خاصة في ظل الفوضى وغياب التنظيم.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.