باشر الجيش الفرنسي عملية إنزال غير مسبوقة لـ1900 عنصر من البحرية سيتم وضعهم في الحجر الصحي، وذلك عقب عودة حاملة الطائرات النووية شارل ديغول أمس الأحد 12 أبريل 2020 ورسوها في مدينة طولون (جنوب) بسبب اكتشاف حالات إصابة بكوفيد-19 على متنها.
وقالت المتحدثة باسم الإدارة البحرية للمنطقة كريستين ريب إنه تم بدء عملية إنزال لوجستية كبيرة لكامل الطاقم. وأضافت “وفق أحدث المعلومات المتوفرة لدي، لا يوجد تدهور” في الوضع الصحي للعناصر الـ50 المصابين بفيروس كورونا المستجد.
وتابعت أنه “سيتم فحص الجميع”، كما سيوضع العسكريون (نحو 1700 على حاملة الطائرات وأكثر من 200 في الفرقاطة المرافقة لها) في الحجر الصحي لأسبوعين “في مراكز عسكرية في إقليم فار وفي المنطقة”، ولن يسمح لهم بالاختلاط مع عائلاتهم.
وبالتوازي مع عزل العسكريين، يعتزم الجيش بدء تعقيم حاملة الطائرات والفرقاطة بالكامل يوم الثلاثاء 14 أبريل – نيسان 2020، وهي عملية غير مسبوقة أيضا.
من جهة أخرى لايزال خبراء الصحة والمسؤولون السياسيون والعسكريون الفرنسيون يتساءلون بإلحاح عن الطريقة التي تسرب من خلالها فيروس كورونا إلى حاملة الطائرات ” شارل ديغول”. وهم حريصون على التوصل إلى إجابات قاطعة بشأن هذه التساؤلات.
ومن الفرضيات التي يتم البحث فيها اليوم تلك التي يرى أصحابها أن الفيروس ربما تفشى إلى حاملة الطائرات عندما أرست في منتصف شهر مارس –آذار الماضي في ميناء بريست الفرنسي قبل الإبحار إلى المتوسط ثم إلى المحيط الهادئ. فقد سُمح لعدد من أفراد الباخرة العسكرية الفرنسية بالخروج من الثالث عشر إلى الخامس عشر من ذلك الشهر علما أن فرض الحجر الصحي في فرنسا بسبب وباء كورونا بدأ مفعوله يسري منذ منتصف يوم السادس عشر من مارس 2020 أي بعد يوم على إبحار حاملة الطائرات. وربما يكون أحد ركاب حاملة الطائرات من الذين سُمح لهم بالخروج منها في مدينة بريست قد حمل معه الفيروس إليها دون أن تظهر عليه أعراض الإصابة به .
وبالرغم من أن انتشاره في حاملة الطائرات قد حصل بعد ثلاثة أسابيع على خروجها من ميناء بريست، فإن خبراء الصحة يرون أن فترة انتقال العدوى من شخص إلى آخر لا تتجاوز أسبوعين بعد إصابته بالفيروس. ولكن الخبراء أنفسهم يشيرون في الوقت ذاته إلى أنه لوحظ في محافظة هوبي الصينية بؤرةِ الوباء الأولى أن شخصا ظل يحمل الفيروس لمدة سبعة وعشرين يوما قبل أن تظهر عليه أعراض الإصابة به.
وهناك فرضية أخرى يرى أصحابها بموجبها أن الفيروس قد تسرب إلى حاملة الطائرات الفرنسية عندما كانت تشارك مع بواخر عسكرية أخرى في عملية مراقبة داخل البحر الأبيض المتوسط تأتي في إطار التصدي للإرهاب ولاسيما ذلك الذي يأتيه تنظيم ” الدولة الإسلامية”. وكانت فرقاطة بلجيكية تسير إلى جانب حاملة الطائرات الفرنسية خلال عملية المراقبة هذه . ولكن وزارة الجيوش الفرنسية أكدت أنه لم يحصل أي اتصال مباشر بين راكبي الفرقاطة البلجيكية من جهة وراكبي حاملة الطائرات الفرنسية من جهة أخرى.
ومن أهم السيناريوهات التي يمكن أن تكون وراء انتشار فيروس كورونا في حاملة الطائرات الفرنسية واحد يقول أصحابه إن الفيروس مُرر إليها عبر فيروسات كانت موجودة في مواد غذائية وغير غذائية في إطار عمليات تزويد الباخرة العسكرية الفرنسية بالمؤونة في المتوسط أو في المحيط الهادئ.