من الرؤية الملكية إلى الاستدامة: المغرب نموذجًا في تدبير الموارد المائية

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

يُعد الماء في المغرب أكثر من مجرد مورد طبيعي؛ فهو عنصر استراتيجي مرتبط بالأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية واستقرار المجتمعات. ومن هذا المنطلق، وضعت القيادة المغربية، عبر جيلين من الملوك، سياسات مبتكرة لضمان استدامة هذا المورد الحيوي في مواجهة تحديات الجفاف والتغيرات المناخية.

الحسن الثاني: تأسيس قاعدة الأمن المائي

في ستينيات القرن العشرين، أطلق الملك الحسن الثاني سياسة شاملة لبناء السدود الكبرى والمتوسطة والصغرى، بهدف تحويل المغرب من اقتصاد يعتمد على الأمطار إلى اقتصاد يعتمد على تخزين وتعبئة المياه.
لقد كانت هذه المشاريع أكثر من مجرد بنية تحتية؛ فهي استراتيجية وطنية ربطت بين الماء والسيادة، وبين التنمية الريفية والاستقرار الاجتماعي، وبين الزراعة والأمن القومي.
وقد أسهمت هذه السياسة في:

تأمين الماء الصالح للشرب للمدن والقرى.

دعم الزراعة وتحسين إنتاجيتها.

حماية الفلاحين من تقلبات المناخ وتحقيق الاستقرار المجتمعي.

السدود، في عهد الحسن الثاني، لم تكن مجرد مشاريع هندسية، بل كانت أدوات استباقية لتأمين مستقبل البلاد وتحقيق الاكتفاء الغذائي.

محمد السادس: التحلية أداة مواجهة تحديات المستقبل

مع تصاعد تأثيرات التغيرات المناخية، جاءت رؤية الملك محمد السادس لتحديث سياسة تدبير الموارد المائية، من خلال الاعتماد على تحلية مياه البحر والتقنيات الحديثة لتأمين احتياجات المدن والزراعة.
شهدت مدن مثل أكادير والدار البيضاء والداخلة إقامة محطات تحلية كبيرة، قادرة على توفير المياه الصالحة للشرب ودعم الزراعة السقوية، ضمن خطة تهدف لتغطية 50% من احتياجات المغرب المائية عبر التحلية بحلول 2030.

التحلية اليوم ليست مجرد مشروع تقني، بل جزء من استراتيجية شاملة للاستدامة، تجمع بين الابتكار وحماية الموارد الطبيعية وضمان الأمن المائي على المدى الطويل.

القيادة الملكية: مزج بين الرؤية والتخطيط الاستراتيجي

إن نجاح المغرب في تدبير الماء يعود إلى قدرة القيادة على الجمع بين الرؤية الاستراتيجية والتخطيط العملي، مع مراعاة البعد الإنساني والسيادي. من السدود في عهد الحسن الثاني إلى محطات التحلية في عهد محمد السادس، تظهر التجربة المغربية نموذجًا متفردًا في مواجهة ندرة المياه وتحديات التغير المناخي.

المغرب اليوم يقدم مثالًا يحتذى به على الصعيد العربي والأفريقي في مجال الأمن المائي، حيث يصبح الماء ليس مجرد مورد طبيعي، بل أداة للاستقرار الوطني والتنمية المستدامة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.