فوز زهران ممداني بعمدة نيويورك يربك الأوساط الإسرائيلية ويكشف تحوّلاً في موازين الخطاب الدولي
أثار فوز الناشط الفلسطيني زهران ممداني في الانتخابات المحلية بمدينة نيويورك حالة من القلق والارتباك داخل الأوساط الإسرائيلية، بعد أن تمكن من حصد تأييد واسع بين الجاليات العربية والتقدمية، في لحظة اعتبرها مراقبون تحولاً لافتاً في المزاج السياسي الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.
ويُعدّ زهران ممداني، الذي خاض حملته تحت شعار “العدالة والكرامة للجميع”، من أبرز الوجوه الشبابية المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني في الولايات المتحدة، حيث عرف بخطابه المتوازن والجريء في آن واحد، وبقدرته على نقل الرواية الفلسطينية إلى المنابر الأمريكية المؤثرة بلغة حقوقية وإنسانية تحظى بالاحترام.
مصادر إعلامية إسرائيلية أبدت انزعاجها من صعود ميداني، معتبرة أن وجوده في موقع القرار المحلي الأمريكي “قد يشكل تحدياً متنامياً لصورة إسرائيل في الغرب”، خصوصاً في ظل اتساع دائرة التضامن مع فلسطين في الأوساط الأكاديمية والحقوقية والإعلامية الأمريكية.
ويرى محللون أن فوز ميداني لا يمثل مجرد إنجاز انتخابي فردي، بل هو مؤشر على تغير أعمق في نظرة الرأي العام الأمريكي لقضايا الشرق الأوسط، حيث باتت القيم المرتبطة بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية تتفوق على الخطاب التقليدي الذي احتكرت إسرائيل من خلاله التعاطف الدولي لعقود.
ويؤكد متتبعون أن هذا الفوز الرمزي في مدينة نيويورك، إحدى أكثر المدن تأثيراً في القرار الأمريكي، يمنح زخماً جديداً للحركة الفلسطينية في الخارج، ويعيد إلى الواجهة فكرة أن الدفاع عن فلسطين لم يعد قضية بعيدة، بل أصبح جزءاً من معركة القيم العالمية من أجل العدالة والإنسانية.
وبينما تتابع تل أبيب التطورات بقلق، يرى الفلسطينيون والعرب في المهجر في فوز زهران ميداني بصيص أمل يعكس قدرة الكلمة والموقف الحر على اختراق جدران الصمت والتأثير في مراكز القرار، مؤكدين أن هذه الخطوة ليست سوى بداية لمسار نضالي جديد في قلب العالم الغربي.